أخبار ||

في ذكراها السابعة، مجزرة الشعيطات: داعش، صناعة الكراهية وخرائط الدم ( دراســــــــــــــة توثيقية)

  • أصدر داعش فتوى  بحق عشيرة الشعيطات بأنها ” طائفة كفر يجب تكفيرها وقتالها قتال الكفار بإجماع العلماء، ولَا يجوز أن يعقد لهم ذمة ولا هدنة، ولا أمان، ولا يطلق أسيرهم ولا يفادى بمال ولا رجال، ولا تؤكل ذبائحهم، ولا تنكح نساؤهم ولا يسترقون، ويجوز قتل أسيرهم واتباع مدبرهم، والإجهاز على جريحهم، ويجب قصدهم بالقتال ولو لم يقاتلونا إبداء”.

 

  • الأندبندنت البريطانية:  خسرت عشيرة الشعيطات العربية في مجزرة الشعيطات حوالي 1700 قتيلاً.

 

  • شكلت مجزرة الشعيطات إحدى أكبر المجازر المروعة في سوريا، و لقيت صدىً دولياً لكنها لم تلق ذاك الاهتمام من مؤسسات المعارضة السورية الرسمية، التي كانت تدرك القصة وأبعادها ومن يقف وراءها.

 

  • إحدى الأمهات: ” لم أتمكن أنا طفلتي عبور نهر الفرات، فهربنا عن طريق مجارير الصرف الصحي.

 

  •  مئات الجثث ظلت مرمية في الطرقات وفي خنادق المياه المخصصة للصرف الصحي.

 

  • تم صلب بعض الشبان على الأشجار وعلى الأعمدة، حيث وضعت أيديهم بشكل يحتضن الشجرة أو العمود من الخلف ومن ثم ربطت معاصمهم.. المئات قتلوا هؤلاء بالسواطير. 

 

  • وافق داعش على عودة البعض بشروط مذلّة في مقدمتها ” التوبة “، إذ اعتبرهم البغدادي وتنظيمه الشعيطات كفاراً لأنهم ” شقوا عصى الطاعة على أمر الخليفة” المزعوم و تنظيمه.

 

  • شروط داعش للقبول بعودة البعض من أهالي عشيرة الشعيطات:   تسليم السلاح كاملا،و من يتستر على شخص مطلوب فيهدم منزله فوق رأسه هو وعائلته، وحضور دروس شرعية إجبارية يومياً في المسجد من عمر 16 سنة فما فوق، إلا أن الأهالي رفضوا وفضلوا العيش في الصحراء.

 

  • فضل الكثير من أهالي الشعيطات البقاء في الصحراء متحملين صعوبة العيش في مخيمات قاموا ببنائها من الطين في الصحراء الفاصلة بين دير الزور والحسكة، في مناطق رجعان وتل حمام وأبو خشب، في غياب لأدنى مقومات الحياة، وفي غياب واضح لأي اهتمام دولي سواء من المنظمات الحكومية أو غير الحكومية.

 

  •  منازل الشعيطات  نهبت وبيعت بأبخس الأثمان على البسطات، حيث اختار التنظيم أماكن عرض ممتلكاتهم في قرى الريف الشرقي لدير الزور كعبرة لمن تسول نفسه الوقوف بوجه التنظيم.

 

مجزرة الشــــــعيــطات

داعش.. صناعة الكراهية وخرائط الدم ..

( دراســــــــــــــة توثيقية)

أصدر تنظيم داعش فتواه في ما أسماهم بـ ” مرتدي عشيرة الشعيطات” في منطقة دير الزور في سورية، حيث أقدم التنظيم المتطرف خلال اليومين الأوليين على قتل ما يفوق 700 شخصاً من أبناء الشعيطات، وفي الأشهر الثلاثة اللاحقة تم توثيق أكثر 1700 قتيلاً، حسب صحيفة الانبدبندت البريطانية، من خلال إعدامات ميدانية في بادية الشعيطات، ببلدات غرانيج، وأبو حمام، والكشكية، بتهمة الردة وعدم مبايعة مايعرف بـ ” تنظيم الدولة الإسلامية” عقب سيطرة التنظيم على المنطقة. وتشير مصادر موثقة أنّ معظم الذين تم إعدامهم هم من المدنيين، وأنّ تم تنفيذ الإعدام تم بعد أسرهم أحياءً من قبل مقاتلي داعش، بعد أن اعتبر  التنظيم عشيرة الشعيطات ” طائفة كفر يجب تكفيرها وقتالها قتال الكفار بإجماع العلماء، ولَا يجوز أن يعقد لهم ذمة ولا هدنة، ولا أمان، ولا يطلق أسيرهم ولا يفادى بمال ولا رجال، ولا تؤكل ذبائحهم، ولا تنكح نساؤهم ولا يسترقون، ويجوز قتل أسيرهم واتباع مدبرهم، والإجهاز على جريحهم، ويجب قصدهم بالقتال ولو لم يقاتلونا إبداء”.

  • بسبب عدم البيعة، أصدر مايعرف بـ ” تنظيم الدولة الإسلامية” تهمة الردة بحق عشيرة الشعيطات إحدى أكبر القبائل العربية في سوريا في بلدات غرانيج، وأبو حمام، والكشكية في الريف الشرقي لدير الزور.

ارتكب تنظيم داعش إحدى أكثر المجازر وحشية في سورية. كان ضحيتها عشيرة الشعيطات في محافظة دير الزور، وهي إحدى أكبر العشائر العربية في البلاد. وأصدر التنظيم، في صيف سنة 2015، حكماً بالقتل على كل من يتجاوز عمره 14 عاماً من أبناء العشيرة مع مصادرة أراضيهم وبيوتهم وسبي نسائهم.

حوادث القتل المروعة بحق أبناء العشيرة لايمكن أن تغيب عن ذاكرة أي شعيطي، تقول إحدى نساء العشيرة، بعد انتهاء القتال بالكامل، سمح التنظيم لبعض أفراد العشيرة بزيارة قراهم التي هجرهم منها، و دخلنا إلى قريتنا غرانيج بعد أن ذبح فيها داعش 300 مدني، وتابعت، كانت رائحة الموت ملأت المكان”، ويقول رجل مسن ” معظم الضحايا قتلوا ذبحاً بعد أن ربطت أيديهم خلف ظهورهم، ثم ألقوا في قنوات الصرف الصحي”.

ويذكر أهالي المنطقة قصة الشاب جاسم الذي آتى من السعودية خلال فترة العيد، والتي تزامنت مع هجوم داعش. أوقفه حاجز للتنظيم عند ناحية العشارة التابعة لمدينة الميادين شرق دير الزور، وعندما علم حرس الحاجز أن أصله من قرية الشعيطات قبضوا عليه وصلبوه على شجرة.

شكلت مجزرة الشعيطات إحدى أكبر المجازر المروعة في سورية، التي لقيت صدىً دولياً لكنها لم تلق ذاك الاهتمام من مؤسسات المعارضة السورية التي كانت تدرك القصة وأبعادها ومن يقف وراءها. فقد قتل المئات ذبحاً من عشيرة الشعيطات، وأصدر حكماً بالقتل على كل من يتجاوز عمره الأربعة عشر ربيعاً. وتروي صحيفة الحياة عن شهود عيان ” إن عدد أفراد الشعيطات يناهز المئة ألف، وهم معرفون بالشجاعة والبأس بين كل العشائر في شرق البلاد، حيث كان التنظيم يخشى الاصطدام مع عشيرة الشعيطات. فأبرم معها اتفاقاً ينص على تسليم القبيلة الأسلحة الثقيلة وأن لا يتعرض أي منهما للآخر مقابل عدم تدخل «داعش» بشؤونها. لكن داعش على ما يبدو كان ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على القبيلة، وكان له ذلك بعد أن قويت شوكة التنظيم كثيراً بعد سيطرته على الموصل.

الشرارة الأولى: أبناء الشعيطات ينتفضون ضد اعتقال قريب لهم ويقتلون أميراً من الجنسية التونسية وثمانية آخرون.

أقدم التنظيم على اعتقال عدد من الأشخاص وتصفيتهم، وقد ازدادت وتيرة التجاوزات الداعشية، والتحرش بأبناء القبيلة. كان أهمها ما حصل في التاسع والعشرين من تموز /يوليو 2014، حين اعتقل مسلحون تابعون للتنظيم شخصاً أثناء حفل زفافه. استشاطت العشيرة غضباً، فهاجم العشرات من أبنائها أحد مراكز تنظيم داعش وقتلوا أمير المجموعة وهو من الجنسية التونسية، ومعه ثمانية آخرون، ثم أحرقوا المقر. فأعلن داعش الحرب وبدأ هجومه الشامل. بينما دعت الشعيطات جميع العشائر للوقوف إلى جانبها لأن الخطر سيصل إليهم. لم يستجب لها أحد إلا عشيرة شويط ، بينما لم يتمكن من مناصرتهم حتى العشائر الأقرب، التي تجمعها معهم صلات قربى.

نصب عناصر التنظيم المدافع على أربعة محاور، في دوير وهجين والسكة والجرذي الغربي، وبدأوا بالقصف العشوائي والعنيف على كل قرى الشعيطات. استبسل أبناء العشيرة في الدفاع عن أنفسهم، فقتلوا المئات من عناصر داعش، ودمروا الكثير من آلياتهم ودباباتهم. بعد خمسة وعشرين يوماً نفدت ذخيرة الشعيطات فتمكن تنظيم الدولة من التقدم.

يقول أبو عماد الشعيطي الذي فقد 23 شخصاً من أقربائه الشعيطات ” إن معظم الأهالي حاولوا الهروب من المجزرة، لكن الكثير منهم لم ينجح في عبور  نهر الفرات، فطالت أيدي الإجرام الأطفال والنساء والشيوخ رمياً بالرصاص، وتقول أحدى الأمهات” لم أتمكن أنا طفلتي عبور النهر، لذلك هربنا عن طريق مجارير الصرف الصحي، و كان ينتظرهم قارب يقل الفارين إلى الضفة الأخرى إلى بلدة صبيخان. انتهت المعارك لكن غبارها ظل ماثلاً للعيان، ولم تتوقف عمليات القتل والتصفية لأشهر لاحقة،  و بعد مفاوضات متكررة سمح التنظيم للنساء بالدخول لتفقد ذويهم.

ارتكب تنظيم داعش إحدى أكثر المجازر وحشية في سورية. كان ضحيتها عشيرة الشعيطات في محافظة دير الزور، وهي إحدى أكبر العشائر العربية في البلاد. وأصدر التنظيم، في صيف سنة 2015، حكماً بالقتل على كل من يتجاوز عمره 14 عاماً من أبناء العشيرة مع مصادرة أراضيهم وبيوتهم وسبي نسائهم.

تروي إحى الأمهات أهوال ما رأت فتقول، حين عدنا لتفقد بيوتنا ومن بقي من أهلنا مازالت رائحة الموت تملأ المكان. فمئات الجثث في الطرقات وفي خنادق المياه المخصصة للصرف الصحي، وبعض القتلى تمت تصفيتهم بالرصاص، ومعظمهم قتل ذبحاً بعد أن ربطت أيديهم خلف ظهورهم، ثم وضعت رؤوسهم على ظهورهم. أما أغرب ما رأت فهو صلب بعض الشبان على الأشجار وعلى الأعمدة، حيث وضعت أيديهم بشكل يحتضن الشجرة أو العمود من الخلف ومن ثم ربطت معاصمهم. قتل هؤلاء بالسواطير كما تروي الأم الشعيطية، فالآثار واضحة على رؤوسهم المهشمة. وأن أحد أقربائها أتى من الكويت لتفقد أهله، أوقفه حاجز في منطقة العشارة. قبضوا عليه وصلبوه على إحدى الأشجار وذبحوه. وتروي أخرى والدموع تنهمر من عينيها، لقد قتلوا أولاد عمي حمدون وهدروس و فقأوا أعينهم ولم يتركوا إلا رؤوسهم.

عادت المفاوضات مع داعش ليسمحوا لهن بدفن الجثث. فوافق التنظيم على دخول جرافة، ووضع الرمل على الجثث في مكانها، للتخفيف من الرائحة من دون السماح لهم بحفر قبور ودفنهم فيها. أما بعض قادة المجموعات، فقد صلبهم عناصر التنظيم ولم يسمحوا بدفنهم لوقت طويل. وعن عدد القتلى يقول مسن ناهز الثمانين عاماً ” أنّ ـداعش لم يكتف بقتل من وجد داخل هذه البلدات بل طاردوهم إلى القرى المجاورة. فقتلوا في الشعفة نحو مئة شخص، وفي هجين نحو مئة وخمسين وفي العشارة نحو خمسة وسبعين وأعدموا بحقل العمر نحو خمسمئة”.

نصب عناصر التنظيم المدافع على أربعة محاور، في دوير وهجين والسكة والجرذي الغربي، وبدأوا بالقصف العشوائي والعنيف على كل قرى الشعيطات.

تنتشر عشيرة الشعيطات في ثلاث قرى من الريف الشرقي لدير الزور هي  غرانيج و أبو حمام و الكشكية، ويبلغ تعداد أفراد العشيرة ما يقارب 130 ألف نسمة، يتوزعون على القرى الثلاثة يربط بينهم القرابة، حيث يقدر العدد النهائي للشهداء الذين قتلهم عناصر التنظيم من الشعيطات أكثر من 1700 شخص معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى 1800 مفقوداً لا يزال مصيرهم مجهولاً، اقتادهم التنظيم إلى أماكن غير معلومة، مع ترجيح إعدام العديد من منهم دون الإعلان عن ذلك كما حدث في أغلب المناطق، أما الأفظع فهو تشريد جميع الأهالي في القرى الثلاثة، حيث هام أغلب هؤلاء على وجوههم في الصحراء مع الأطفال والنساء.

بعد جهود استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر ، سعى خلالها وجوه بعض العشائر التي بايعت التنظيم، إلى وضع آلية تعيد أهالي الشعيطات الى قراهم، جاءت موافقة داعش على عودة هؤلاء، بشروط مذلّة في مقدمتها ” التوبة “، إذ اعتبرهم البغدادي وتنظيمه كفاراً لأنهم ” شقوا عصى الطاعة على أمر الخليفة” المزعوم و تنظيمه.

وجاءت شروط داعش للقبول بعودة أهالي عشيرة الشعيطات على الشكل التالي:

  • تسليم السلاح كاملاً ( بارودة – جفت – فرد).
  • الشخص الذي يثبت أن لديه سلاح يقتل بسلاحه.
  • عودة المهجرين على دفعات، وفي مقدمتهم أولئك الذين لم يثبت قتالهم لداعش، أما الذين ثبت قتالهم لداعش فيتوجب عليهم – بعد التوبة-   تهجيرهم خارج المنطقة بعلم من داعش إلى مكان يختاره التنظيم
  • من يتستر على شخص مطلوب فيهدم منزله فوق رأسه هو وعائلته.
  • حضور دروس شرعية يومياً في المسجد من عمر 16 سنة فما فوق و هو أمر إجباري.
  • تسليم صورة شخصية لكل شعيطي ” تائب ” من عمر 16 سنة وما فوق وهو أمر إجباري.

أمام هذه الشروط، رفض غالبية أهالي  الشعيطات القبول بشروط التنظيم، الذي شرّد أكثر من مئة ألف منهم معظمهم من النساء والأطفال، بعد المواجهات التي شهدها ريف دير الزور، لتبدأ مرحلة من التكفير والاتهام بالردة للأهالي وتنفيذ اعدامات ميدانية . لذلك فضل الكثير من أهالي الشعيطات البقاء في الصحراء متحملين صعوبة العيش في مخيمات قاموا ببنائها من الطين في الصحراء الفاصلة بين دير الزور والحسكة، في مناطق رجعان وتل حمام وأبو خشب، في غياب لأدنى مقومات الحياة، وفي غياب واضح لأي اهتمام دولي سواء من المنظمات الحكومية أو غير الحكومية أو منظمات الإغاثية العاملة بالشأن الإنساني.

أحد عناصر التنظيم بلهجة مغاربية: ” خذ يا شيخ ومتع نفسك، إنها غنائم مرتدين.. والله إنها أطيب الحلال إلى الله.. قرب وخذ يا شيخ”.

أما منازل الشعيطات فقد نهبت وبيعت بأبخس الأثمان على البسطات في حيث اختار التنظيم أماكن عرض ممتلكاتهم في قرى الريف الشرقي لدير الزور كعبرة لمن تسول نفسه الانتفاض على التنظيم، وبحسب شهادات أهل المنطقة والناشطين في ديرالزور «تم الاستيلاء على كل شيء حتى الدجاج والمواشي»، التي بيعت بأسعار بخسة لاتصل إلى عشر ثمنها الحقيقي.

صادرت قيادات التنظيم المتطرف الأغراض الثمينة والسيارات، تاركة ما بقي للعناصر، وعند استفسار الكثيرين عن مصدر هذه الأغراض، رغم نهاية المعارك في منتصف آب، يكون الجواب الذي يتناقله عناصر التنظيم بلهجة مغاربية ” خذ يا شيخ ومتع نفسك، إنها غنائم مرتدين.. والله إنها أطيب الحلال إلى الله.. قرب وخذ يا شيخ”. تزامن ذلك مع تهميش إعلامي واضح لما جرى في قرى الشعيطات، حيث نسي الجميع ما تعرضت له قرى ريف دير الزور من مذابح على يد داعش، بل وتجاهل الجميع دولاً ونظاماً ومعارضة كل ما يجري في دير الزور بشكل عام، إذ أظهرت التغطية الإعلامية تهميشاً متعمداً لأولئك الذين واجهوا مصيراً لايقل بشاعة عن مجازر الإيزيدين. في حين لم يحصل نازحو عشيرة الشعيطات الذين بلغ عددهم أكثر من 100 ألف نازح أي دعم أو مساعدة، بعد جريمة إبادة جماعية منظمة، شكلت – بحق- وصمة عار في جبين الإنسانية، مازالت فصول تداعياتها مستمرة حتى هذه اللحظة.

وحدة الدراسات والبحوث في التيار العربي المستقل.

 

صور من المجزرة :

تحذير: تحتوي الصور على مشاهد مروعة لاتناسب البعض.

 

 

الهوامش:_____________

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.