أخبار ||

السعودية تعلق أعمال هيئة التفاوض، ولافروف يلتقي ممثلين عن منصة موسكو و القاهرة

علقت المملكة العربية السعودية عمل موظفي هيئة التفاوض السورية في الرياض بدءاً من نهاية الشهر الجاري، وذلك وسط خلافات ضمن الهيئة المكونة من مجموعة قوى معارضة سورية،وحسب كتاب وجهته وزارة الخارجية السعودية إلى “هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية”، فإن القرار يأتي “على ضوء استمرار تعطيل أعمال هيئة التفاوض السورية، فقد تقرر تعليق عمل موظفي الهيئة مع نهاية الشهر الجاري” وأوضحت الوزارة أن ذلك “لحين استئناف الهيئة أعمالها” وذلك حسب صورة متداولة عن الكتاب. وأعربت الوزارة في ختام كتابها عن أملها من “الهيئة الموقرة الاطلاع واتخاذ ما يلزم حيال ذلك”.

وكانت  خلافات عميقة قد طفت على السطح مؤخراً بين مكونات الهيئة التي تخوض مفاوضات منذ أشهر مع حكومة دمشق حول صياغة دستور جديد للبلاد. وتجلت الخلافات بالرسالة التي بعثتها “هيئة التنسيق الوطنية” ومنصتا موسكو والقاهرة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون. وحثت الرسالة بيدرسون على “التدخل السريع” لحل الخلافات داخل الهيئة، والحفاظ على “اللجنة الدستورية”. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الخارجية السعودية حتى الآن.

في السياق ذاته، إلتقى وفد من ممثلي منصتي موسكو والقاهرة ضم كل من الدكتور قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية ورئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، والدكتور خالد المحاميد نائب رئيس هيئة التفاوض سابقاً، و جمال سليمان نائب رئيس هيئة التفاوض وعضو منصة القاهرة، ومهند دليقان عضو منصة موسكو في اللجنة الدستورية المصغرة عقدوا اجتماعاً  أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وذكرت صحيفة “قاسيون” التي يصدرها حزب الإرادة الشعبية، أن ممثلي المعارضة عرضوا “وضع اللجنة الدستورية الراهن، وكذلك الوضع ضمن هيئة التفاوض السورية “ومحاولات بعض الأطراف تعطيل عملها عبر ممارسة عقلية الحزب القائد ضمنها” حسب تعابير الصحيفة.

وقالت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بحسب ما نقلت وكالة تاس، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استقبل وفدا من المعارضين السوريين البارزين الذين يمثلون منصات “موسكو “و”القاهرة “.

وذكرت زاخاروفا “أن اجتماع لافروف مع الوفد المشترك لمنصتي موسكو والقاهرة يهدف إلى تشجيع الحوار بين السوريين من أجل تعزيز التسوية السياسية في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتسهيل مشاركة جميع القوى السياسية السورية في الجهود البناءة لإعادة إعمار البلاد بعد الصراع”. وأضافت أنه من المقرر إجراء مشاورات بين المعارضة السورية مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وكانت الخلافات قد تفاقمت حدّة الخلاف داخل هيئة التفاوض السورية، ودخلت حيّزًا غير مسبوق، وذلك مع إرسال كل من هيئة التنسيق الوطنية، منصة موسكو، وجزء من منصة القاهرة رسالة إلى المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون يطالبونه بالتصرف سريعاً، والدفع نحو التوافق ضمن هيئة التفاوض السورية، ما يعني إدخال بيدرسون كوسيط داخل الهيئة وليس وسيطًا بين النظام والهيئة فحسب.

وجاء في الرسالة، التي أُرسلت إلى بيدرسون يوم 13 من الشهر الجاري،  أن على بيدرسون ضرورة التصرف سريعاً حفاظاً على وحدة اللجنة الدستورية وعلى استمرارها، وعدّت أنه نتيجة لعدم حماية الأمم المتحدة لاستقلالية عمل اللجنة الدستورية، قام الطرف المعطل ضمن الهيئة بإبعاد الزميل مهند دليقان عن اللجنة المصغرة.

وعدّت الرسالة أن هناك “طرفاً معطلاً” ويسيطر الآن على هيئة التفاوض السورية، في إشارة ضمنية إلى المكونات الثلاثة (الائتلاف، كتلة العسكر، وكتلة المستقلين)، وأن هذا الطرف يعقد اجتماعاته طوال سنة كاملة دون حضور هيئة التنسيق الوطنية ومنصة موسكو ومنصة القاهرة (أي خلافاً للقرار 2254).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.