أخبار ||

إطلاق مبادرة عمل من شرق الفرات باسم “التيار العربي المستقل”

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه تم الانتهاء من إطلاق مبادرة عمل باسم ” التيار العربي المستقل”، هدفها الوقوف عند واقع المكون العربي في المنطقة الشرقية، انطلاقاً من شرق الفرات، كتكتل ينطلق من واقع حاجات الناس، والعمل على إيلاء الأهمية للجانب الإنساني و التنموي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد حصل على نسخة من الرؤية السياسية للتيار العربي المستقل، جاء فيها:
في خضم استمرار حالة الاستعصاء الذي تمر به العملية السياسية في سورية، بسبب التجاذبات الحادة بين القوى المتصارعة، وبعد ثماني سنوات من معاناة السوريين الإنسانية في مناطق نفوذ هذه القوى، تداعت شخصيات مستقلة من أبناء المنطقة الشرقية، بينهم الأكاديمي والقانوني والإعلامي والعاملين في الشأن المدني والخدمي، وغالبيتهم من أصحاب الخبرات الإدارية، الذين شغلوا مناصب إدارية وسياسية عليا في سورية، و في محاولة منها لتلمس الواقع المزري لأبناء مناطقهم، بإطلاق مبادرة عربية، باسم ” التيار العربي المستقل”، كتيار سياسي جماهيري تنموي مستقل، يؤمن بأن أبناء المنطقة قادرين على إيجاد صيغة توافقية و تشاركية بين مكونات المنطقة، للنهوض بواقع أبنائها الخدمي والتنموي، بدءاً من إيجاد الحلول بشكل فوري وعملي للحالة الإنسانية، التي أصبحت تهدد البنية المجتمعية السورية بالتفكك والتغيير الديمغرافي.
إنّ التيار العربي المستقل، وإذ ينطلق من الوقوف على الواقع المزري لأبناء المكون العربي في منطقة تشكل خزاناً بشرياً من الطاقات والخبرات، كما تشكل سلة الغذاء السوري، وخزان وقوده،
يعيد التذكير بأن المنطقة دفعت فاتورة ثقيلة بسبب الإرهاب والتطرف الذي اتخذ من المنطقة عاصمة له، وهو – أي التيار- إنما ينطلق اليوم من تخوفات أخرى تتعلق بمشاريع أقسى تقف روائها جهات مستفيدة من تثوير حالة الاحتقان التي تعمل على إعادة تدوير الإرهاب والعنف، من خلال تكريس الخطابات الشيفونية في شرق الفرات، كما الخطابات الطائفية في غربه.
واليوم مازال أبناء المنطقة من المكون العربي، يرزح قسم كبير منه تحت حالة من الفراغ والدمار و الفوضى، وغياب الخدمات، وقسم آخر في المخيمات. أما أبنائهم فمازالوا منذ سبع سنوات بدون مدارس، الأمر الذي يؤسس لجيل من الحرمان والتهميش والجهل، كثالوث يشكل رحماً حاضناً لولادات جديدة من أجيال التطرف والإرهاب.
إنّ التيار العربي المستقل، يضع في أهم أولوياته البعد الإنساني، والوقوف عند حاجات الناس الخدمية والتنموية، كرؤية سياسية لا تنطلق من ضرورة البدء بها في المنطقة وحسب، بقدر ما تؤسس لوطن سوري موحد، يؤمن بالعيش المشترك بين جميع مكوناته، ويقوم على الديمقراطية المستدامة والإنماء المتوازن للوطن بأكمله.
وبناءاً عليه، تتحدد الرؤية السياسية التيار العربي المستقل في الأهداف التالية:
1- وحدة الأراضي السورية، والإيمان بالتحول الديمقراطي، والإنماء المتوازن، والديمقراطية الاجتماعية المستدامة، في إطار رؤية سياسية وفكرية، ترى أن لا حل سياسي بدون حوار سوري سوري.
2- العمل على دولة طبيعية، ودستور عصري، يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات، و التداول السلمي للسلطة، واستقلالية القضاء. والعمل على بناء الدولة القانونية المدنية الديمقراطية التعددية، التي يخضع فيها الجميع حكاماً ومحكومين تحت سقف القانون.
3- اللامركزية هي جسم الديمقراطية، والأخيرة روحها، وهي أسلوب عصري مطبق في غالبية دول العالم، كما تشكل اللامركزية الحماية القانونية لفكرة عدم تركيز السلطة، والضامن لمبدأ سيادة الشعب في مراحل ما بعد الصراع، بحيث يكون الفيصل بين إيجابياتها وسلبياتها الحكم الرشيد والشفاف، وممارسة الديمقراطية بشكل واسع، يتسق مع دستور يوضح بدقة علاقة المؤسسات فيما بينها، في إطار مبدأ الفصل بين السلطات، كما الاتساق مع المبادئ العامة، التي يتضمنها الدستور، كتلك المتعلقة باستقلالية القضاء، ومبدأ تكافؤ الفرض، والشفافية والنزاهة في التعين والانتخاب، في إطار دولة قانونية تقوم على مبدأ المواطنة.
4- التأسيس لبيئة سياسية وخدمية موازية لمتطلبات العملية السياسية والانتقال السياسي المنشود في إطار القرار 2254، الذي توافق عليه المجتمع الدولي كمسار للحل السياسي في سورية.
5- تجاوز الرؤى الأحادية التي جعلت من الحل السياسي في سورية بلا أفق، وهي الحالة التي أفرزتها حالة الصراع الإقليمي والدولي، ووضع الآليات التنفيذية لتحقيق اختراق فعلي لحالة الاستقطاب بين رؤيتين، أحدهما تقدم” عودة اللاجئين والنازحين وإعادة الإعمار” وأخرى تقدم ” تحقيق اختراق في العملية السياسية”. وبالتالي فإن التيار العربي المستقل، ومن خلال العمل على تطبيق اللامركزية، إنما يعمل على تحقيق الرؤيتين في آنٍ معاً.
6- العمل على ضمان التوزيع العادل للثروات الوطنية، و مناهضة الاحتكار والاستغلال، بما يضمن تأمين حاجات الفرد والعيش بحياة حرة كريمة.
7- التركيز على الهوية الوطنية، لبناء مجتمع سوري منسجم بين جميع مكوناته، والعمل على تحديد المفاهيم الفكرية والفلسفية المشتركة، التي توحد الثقافة المجتمعية للوطن السوري، بما يضمن ممارسة حرية العقائد والثقافات الخاصة لأبناء الشعب السوري.
8- العمل على مشروع وطني جامع، وتفكيك المشروع الطائفي ومواجهته.
9- تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، و تثوير طاقات الشباب كضامن لمستقبل البلاد.
10- استقلالية القرار السوري، وإقامة أفضل العلاقات مع دول المنطقة والعالم، استناداً لميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية، ومبادئ وقواعد القانون الدولي، وعلى أساس التعاون المتبادل والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.