أخبار ||

الآشوريين/ السريان / الكلدان في الحسكة يحييون الذكرى السنوية لمجازر السيفو 1914- 1915

أحيا الآشوريون/ السريان ذكرى مجازر السيفو التي ارتكبتها السلطنة العثمانية وعشائر كردية بحقهم، داعين إلى الاعتراف بها دولياً كأحد جرائم الإبادة الجماعية.

وتسمي المراجع التاريخية مذابح سيفو بالإبادة الجماعية للآشوريين/للسريان وتعرف كذلك باسم المذابح الآشورية أو مذابح السريان، وتُطلق على سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية، بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية استهدفت مدنيين مسيحيين آشوريين/سريان/كلدان (ينتمون في الغالب إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وكنيسة المشرق، أو الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية) أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى في المناطق الشرقية من الدولة العثمانية، والمناطق المجاورة من بلاد فارس (الدولة القاجارية). أدت هذه العمليات التي حصلت على يد القوات العثمانية وبعض القبائل الكردية، إلى مقتل مئات الآلاف من الآشوريين/السريان/الكلدان كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران.[14] اُعتبرت عمليات ترحيل وذبح المسيحيين في الأراضي العثمانية والمناطق المجاورة من بلاد فارس بمثابة إبادة جماعية من قبل العديد من العلماء والباحثين، وحدثت بالتزامن مع الإبادة الجماعية للأرمن واليونانين.

يعتقد المؤرخون أن السبب الرئيسي وراء التورط الكردي في المجازر هو الانسياق وراء حزب تركيا الفتاة الذي حاول إقناع الأكراد أن المسيحيين الموجودين في تلك المناطق قد يهددون وجودهم. وبالرغم بعض المجازر التي اقترفها الجيش العثماني ضد مدنيين أكراد في بايازيد وألاشكرت، إلا أن سياسة الترحيب والترغيب دعت معظم العشائر الكردية إلى التحالف مع الأتراك.كما استغلت ميليشيات كردية شبه نظامية فرصة الفوضى في المنطقة لفرض هيمنتها وهاجمت قرى آشورية وسريانية من أجل الحصول على غنائم.

ذُبح ونُقل السكان المدنيون الآشوريين/السريان/الكلدان في بلاد ما بين النهرين العليا (بلدات أورفة وماردين ومديات، فضلاً عن المناطق الريفية في مناطق طور عبدين وهكاري ووان وبدلبس في جنوب شرق تركيا حاليًا، ومنطقة أرومية في شمال غرب بلاد فارس) قسراً من قبل الجيش العثماني، بين عامي 1914 و1920، كما تعرض المدنيون الفارون العُزَّل إلى هجمات من قبل الميليشيات العربية المحلية.[18] لم يتعرض السكان الآشوريون في العراق الحالي للقتل الجماعي، على الرغم من أنهم كانوا يعيشون تحت الحكم العثماني في ذلك الوقت.

شارك الباب العالي في تدمير المجتمعات الآشورية بشكل أقل بالمقارنة مع الإبادة الجماعية للأرمن. تم قتل الآشوريين في كثير من الأحيان بمبادرة من السياسيين المحليين والقبائل الكردية، الذين نهبوا الأراضي الآشورية والسريانية خلال هذه الهجمات. أدت الهجمات والمرض والمجاعة أثناء هروب الآشوريين إلى زيادة عدد القتلى، وتعرضت النساء لاختطاف واغتصاب على نطاق واسع.

لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا، غير أن الدارسين يقدرون أعداد الضحايا السريان/الآشوريين بين 250,000 إلى 500,000 شخص. كما يضاف إلى هذا العدد حوالي مليوني أرمني ويوناني بنطي قتلوا في إبادات جماعية مشابهة معروفة بالإبادة الجماعية للأرمن والإبادة الجماعية لليونانيين.لكن على عكسهما، لم يكن هناك اهتمام دولي بمجازر سيفو، ويعود السبب إلى عدم وجود كيان سياسي يمثل الآشوريين في المحافل الدولية. كما لا تعترف تركيا رسمياً بحدوث عمليات إبادة مخطط لها. بدأت جهود الاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية للآشوريين في التسعينيات من القرن العشرين وقادها الآشوريون في الشتات. اعترفت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، بأن الآشوريين في الدولة العثمانية كانوا ضحايا للإبادة الجماعية، لكن تركيا تنفي وقوع إبادة جماعية للآشوريين.

بدأت هذه المجازر في سهل أورميا بإيران عندما قامت بعض العشائر الكردية بتحريض ديني من العثمانيين بالهجوم على قرى آشورية فيه، كما اشتدت وطأة المجازر بسيطرة العثمانيين عليه في كانون الثاني 1915. غير أن عمليات الإبادة لم تبدأ حتى صيف 1915 عندما دفعت جميع آشوريي جبال هكاري إلى النزوح إلى أورميا كما تمت إبادة وطرد جميع الآشوريين/السريان/الكلدان من ولايات وان وديار بكر ومعمورة العزيز.

خلال هذه الفترة قامت الحكومة العثمانية بمهاجمة وقتل مجموعات عرقية مسيحية أخرى منها الأرمن واليونانيين البنطيين وغيرهم، ويرى العديد من الباحثين أن هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الحكومة العثمانية ضد الطوائف المسيحية. وأدت سلسة المجازر هذه بالإضافة إلى المجازر الأرمنية وعمليات التبادل السكاني مع اليونان إلى تقلص نسبة المسيحيين في تركيا من حوالي 17.5% أو 33% قبيل الحرب إلى 0.1 حاليا ونزوح مئات الآلاف من الآشوريين/السريان إلى دول الجوار. وانحفضت أعداد المسيحيين في تركيا الحالية من 3.2 مليون نسمة عام 1910 إلى 310,000 نسمة عام 2010.

وفي عام 2008 قرر البرلمان السويدي الاعتراف بالمجازر ضد الآشوريين/السريان/الكلدان كجرائم إبادة.

كما قامت شخصيات ومؤسسات كردية بالاعتذار عن دور الأكراد في مجازر الأرمن والآشوريين واليونان ، كما أصدر البرلمان الكردي في المنفى بيانا جاء فيه:

لقد تم التخطيط والإعداد للإبادة من قبل، كما تم استخدام الخيالة الحميدية المكونة من عشائر كردية للقيام بالإبادة التي لم يكن التاريخ يعلم بها بعد. خلال هذه المجازر قتل الملاين من الأرمن والآشوريين/السريان، كما تم ترحيل ملايين آخرين من أراضيهم إلى كافة أصقاع المعمورة…

اليوم، في الذكرى 82 للمجازر التي حلت بالشعب الآشوري/السرياني والشعب الأرمني، نشاركهم الحزن، ونلقي باللوم وندين بشدة الدولة العثمانية ومن تعاون معها من بعض العشائر الكردية.

المصدر: ويكيبيديا – الموسوعة الحرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.