أخبار ||

تجدد التوترات في مدينة الميادين بين المليشيات الإيرانية والدفاع الوطني

مازالت مدينة الميادين تشهد  توترات مستحكمة بين  الميليشيات الإيرانية وبين عناصر الدفاع الوطني، حيث أفادت مصادر من داخل مدينة الميادين أنّه مازالت الخلافات دائرة بين الطرفين، بعد التوتر الذي حصل منذ يومين بين الطرفين على خلفية سيطرة المليشيات الإيرانية على حاجز للدفاع الوطني ورفع العلم الإيراني عليه، في المنطقة الواقعة عند مركز البريد على طريق الكورنيش ،الذي لاتفصله سوى أمتار من مساحة النهر مقابل الضفة الشرقية لنهر الفرات.

التوترات الحاصلة في الميادين بين المليشيات الإيراينة وعناصر الدفاع المدني، ليست حديثة العهد، حيث شهدت الميادين منذ دخول المليشيات الإيراينة عليها، العديد من الاشتباكات بين الطرفين اللذين يسيطران على المدينة، كان أهمها الاشتباكات التي حصلت وسط المدينة العام الفائت بين لواء القدس وعناصر الدفاع المدني.

في السياق ذاته، مازالت مدينة الميادين خالية من سكانها، ولم يعد إليها إلا نسبة ضئيلة لاتتجاوز الـ5% ، إذ مازال الأهالي يحجمون من العودة إليها بسبب تواجد المليشيات الإيراينة، وفي الآونة الأخيرة وعلى خلفية التوترات المتكررة بين المليشيات الإيرانية والدفاع الوطني بدأ القلة من عاد إليها بالخروج من المدينة من جديد.

ويشكل التركيز الإيراني على مدينة الميادين كمركز لتواجدها عملاً ممنهجاً يصب في إطار مشروعها الطائفي، فالمدينة تشكل الطريق الاستراتيجية لخط طهران – بغداد- المتوسط، كما تشكل العاصمة الإدارية والاقتصادية للريف الشرقي لدير الزور. كما تعد المدينة من أقدم المناطق المأهولة في منطقة الجزيرة والفرات، وبالتالي رابطاً ديموغرافياً عربياً لكامل الريف الشرقي، تعمل إيران على تفكيكه. إذ  تشكل قلعتها التاريخية المعروفة باسم  ” قلعة مالك بن طوق بن عتاب التغلبي” المعروفة بقلعة الرحبة، الموطن الأصلي لأهالي المدينة، حيث بقيت القلعة حاضرة المنطقة في نهاية حقبة العباسيين و بداية حقبة العثمانيين، وشكلت  الميادين- تاريخياً- ميداناً عسكرياً لصد الهجوم الصفوي ضد العراق والجزيرة والفرات خلال فترة الصراع العثماني الفارسي، قبل أن تحل مدينة دير الزور في سنة 1867 م. و خلال تلك الفترة نزل أهالي الرحبة بعد تحول سرير النهر ، فتشكلت لاحقاً مدينة الميادين، قبل مجيء الزبيديين الذين نزلوا بجوار الرحبيين، ليشكلوا فيما بعد قبيلة العقيدات التي استوطنت في المنطقة، كما هاجرت العشائر الرحبية إلى المناطق الأخرى كالعشارة والبصيرة والبوكمال كتجمعات كبيرة نسبياً،  فضلاً عن هجرات بعض العوائل المتفرقة إلى دير الزور وتكريت والسفيرة والرمادي والرحالية. وبالتالي أصبحت مدينة الميادين مركزاً ورابطاً ديموغرافياً، وذاكرة تاريخية عربية لجميع العشائر والقبائل في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.