أخبار ||

على هامش توقيع كتابه ” من ضدنا” .. عالم الجغرافيا السياسية رامي الشاعر يعقد لقاءً إبداعياً في ” تفير” ويثير جملة من القضايا.

على هامش توقيع كتابه ” من ضدنا”عقد عالم الجغرافيا السياسية الدبلوماسي والشخصية العامة رامي الشاعر  لقاءً إبداعياً أثار من خلاله جملة من القضايا المتعلقة بالجيوبوليتك والتاريخ السياسي وقال “كل الأحداث التاريخية الأكثر أهمية ترتبط دائمًا بالأحداث والظواهر السياسية وأن التاريخ يصنعه السياسيون”.

وتناول الكاتب رامي الشاعر في الندوة العديد من القضايا الاقتصادية والأيديولوجية لسنوات عديدة، مع إيلاء اهتمام خاص للعلاقات الدولية، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية، وبشكل خاص عن كثب الوضع في الشرق الأوسط. وقد نُشرت المئات من مقالاته حول هذه المواضيع في منشورات مختلفة، وتُرجمت له العديد من الكتابات إلى اللغة العربية.

يركز المؤلف على استشراف مستقبل النظام الدولي الذي بدأ – حسب الشاعر- ينتمي إلى عالم متعدد الأقطاب، و عن العولمة والعدالة تطرق المؤلف في عمله الجديد إلى مجموعة واسعة من المواضيع التاريخية والسياسية، مشيراً  إلى سياسة العداء التي تتبعها الدول الغربية منذ عقود فيما يتعلق بالعديد من مناطق العالم، بما في ذلك كوريا وبنما وغرينادا وليبيا والعراق وأفغانستان وغيرها من الأراضي، والتي لا تزال مستمرة في الشرق الأوسط.

وأرجع الشاعر جميع هذه الصراعات إلى ولادة حلف شمال الأطلسي وسياساته، بدءا من تأثير الحلف على أحداث يونيو/حزيران 1953 في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وفي عام 1956 في المجر ومدينة بوزنان البولندية، وبعد ذلك بكثير، في يوغوسلافيا وبولندا والدول الاشتراكية الأخرى.

وأضاف، هذا هو تاريخ تكوين النازية وتطورها، منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، وجرائم النازيين الألمان وشركائهم خلال الحرب العالمية الثانية. وأخيرا، هذه هي نتائج الحرب الباردة واحتمالات نشوب صراعات دولية جديدة.

وأثناء عرض الكتاب، استمع الحضور من الشاعر إلى قصص وتجارب حية خلال تجربته الدبلوماسية، عبر فيها عن رأيه الشخصي الشخصي في كافة القضايا، استناداً إلى بياناته ومصادر معلوماته الخاصة، قائلاً  ” أتواصل مع ممثلي الأجيال المختلفة وأرى أن الكثير من الناس في حيرة من أمرهم بشأن الوضع الدولي. وأضاف الشاعر إنهم لا يستطيعون فهم سبب تعرض روسيا التي بذلت الكثير منذ نهاية الحرب الباردة لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة والحفاظ على السلام العالمي، لمثل هذا الهجوم الخطير مؤخراً.

وتابع ” لهذا أشرح في كتابي ما هي الحرب الهجينة الحديثة، ومن يشنها، ولماذا يتم شنها”.

الجدير ذكره، أن كتاب”من ضدنا” هو الكتاب الرابع لرامي الشاعر، وكان قد صدر له ثلاثة كتب أخرى وهي: “هؤلاء سوفياتيون. البيريسترويكا بعيون أجنبي” 1987، و”محاربة سوريا” و”سوتشي-2018: الطريق إلى السلام”- منشورة باللغتين الروسية والعربية.

ويعيش الفلسطيني رامي الشاعر في منطقة كوناكوفسكي بمنطقة تفير منذ 47 عامًا. وفي عام 1975، تم إرساله إلى روسيا كملحق عسكري لتعزيز العمل السياسي و العلاقات الدبلوماسية. تلقى تعليمه العسكري العالي في موسكو. ومن عام 1983 إلى عام 1986 كان سفيراً لفلسطين لدى الاتحاد السوفيتي وكان يعتبر الممثل الشخصي لياسر عرفات. وفي عام 1992، حصل على الجنسية الروسية، لكنه احتفظ أيضًا بالجنسية الفلسطينية.

وأثناء عرض الكتاب، استمع الضيوف إلى قصص حية من المؤلف، عبر فيها عن رأيه الشخصي في كافة القضايا، استناداً إلى بياناته ومصادر معلوماته الخاصة.

وقال الشاعر “أتواصل مع ممثلي الأجيال المختلفة وأرى أن الكثير من الناس في حيرة من أمرهم بشأن الوضع الدولي. وقال رامي الشاعر إنهم لا يستطيعون فهم سبب تعرض روسيا، التي بذلت الكثير منذ نهاية الحرب الباردة لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة والحفاظ على السلام العالمي، لمثل هذا الهجوم الخطير مؤخرا. “في كتابي، أشرح ما هي الحرب الهجينة الحديثة، ومن يشنها ولماذا يتم شنها”.

وفي اللقاء اكد الشاعر أن الدول العربية وأفريقيا مهتمة بالصداقة مع روسيا الاتحادية، كما طرح الضيوف على الشاعر العديد من الأسئلة. على سبيل المثال، حول آفاق تطوير علاقات روسيا مع مختلف دول العالم، وحول مستقبل الكوكب في ظروف الموارد الطبيعية المحدودة، وحول التأثير الثقافي للولايات المتحدة على بلدنا وغيرها.

وأجاب الشاعر على الأسئلة بتوقعات الدبلوماسي الجريء والتفائل قائلاً “ستعود العلاقات بين روسيا وأوكرانيا إلى طبيعتها، وسوف يتفكك حلف شمال الأطلسي ويتوقف عن الوجود، وسيصبح العالم متعدد الأقطاب وسينتقل تدريجياً إلى نظام عملة جديد، ولن تكون هناك حرب عالمية ثالثة”.

ولم يكن بوسع ضيوف الاجتماع أن يتجاهلوا القضية الملحة للغاية وهي الصراع بين فلسطين وإسرائيل. وقال رامي إن تجاربه الشخصية مرتبطة بهذه المواجهة، وشرح للضيوف أن والديه ولدا وعاشا لسنوات عديدة في مدينة يافا، وبعد قرار إنشاء دولة يهودية، تم طردهما من منزلهما.

وحول قضية العرب المركزية قال رامي الشاعر: «إنني أتعامل مع هذه المشكلة منذ نصف قرن، وأعتقد أن الحل الوحيد الممكن هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأنا ممتن للغاية للدولة الروسية لاتخاذها نفس الموقف”.

وانتهى اللقاء بتوقيع الكاتب على كتابه للضيوف. وفي الوقت نفسه، تمكن كل مشارك من معرفة كيفية كتابة اسمه باللغة العربية.

كتاب ” من ضدنا” يقع الكتاب في 504 صفحة، كرس فيه المؤلف كل ما لديه من خبرات ومعارف متراكمة في مجال السياسة والدبلوماسية والعلوم العسكرية والحياة بشكل عام.  حيث يكشف فيه رامي الشاعر ألغاز التاريخ السياسي العالمي، ويشرح ماهية العالم متعدد الأقطاب ولماذا يكمن المستقبل في مثل هذا النظام العالمي.

كتاب “من ضدنا” يركز أيضاً على القضايا الجيوسياسية الخطيرة، ومن قرأ كتاب رامي الشاعر يصفه بأنه عمل قوي وغير عادي ومتعدد الأوجه، مشيرًا إلى أنه يغطي العديد من الأحداث التاريخية والسياسية الغامضة أو السرية أو المنسية في القرن الماضي.

المصدر: Еженедельник “Аргументы и Факты” № 47. АиФ в Твери 21/11/2023

ترجمة: المكتب الإعلامي في التيار العربي المستقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.