أخبار ||

“استهداف الحوثيين: الدوافع والسيناريوهات”

الكاتب: إبراهيم المقدادي/ باحث وكاتب أردني.

الليلة الماضية، بدأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جوية وبحرية على اليمن، واقتصرت الهجمات على المراكز والمواقع العسكرية، وتوعدت جماعة الحوثي بالرد على هذه الهجمات.

قاد الجيش الأمريكي تحالفا بحريا يتكون من 12 دولة لمواجهة هجمات الحوثي في البحر الأحمر، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القوات الأمريكية والبريطانية مدعومة من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا شاركت في هذا الهجوم الليلي الذي شمل نحو ٧٠ هدفا على الأقل، وأضاف بايدن في بيان إن “هذه الضربات هي رد مباشر على الهجمات غير المسبوقة التي شنها الحوثيون ضد السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ”.

تشير التقارير الأولية إلى أن حوالي عشرة مواقع في اليمن قد تم استهدافها من قبل القوات البحرية والجوية الأمريكية والطائرات المقاتلة البريطانية، إلى جانب صواريخ كروز توماهوك التي تطلقها السفن، مما يشير إلى هجوم محدود لكن واسع النطاق يهدف إلى منع الحوثيين القيام بمزيد من الهجمات على البحر الأحمر.

دوافع الهجوم الأمريكي على اليمن

أصدرت مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قرارا يدين هجمات الحوثيين ويعترف بحق أعضاء الأمم المتحدة في الدفاع عن سفنهم في المياه الدولية، وامتنعت روسيا والصين، اللتان تعارضان عادة الأعمال العسكرية الأمريكية الأحادية، عن التصويت بدلا من استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي تحليل هذا التصويت والامتناع من استخدام “الفيتو”  فإن جزءا كبيرا من تدفق النفط الخام عبر قناة السويس عند المخرج الشمالي للبحر الأحمر يأتي من الموانئ الروسية في بحر البلطيق والبحر الأسود إلى آسيا والمحيط الهادئ، وتعتمد شركات الشحن الصينية أيضًا على نقل البضائع عبر السويس والبحر الأحمر، لذلك لم تستخدم بكين وموسكو حق النقض، لرغبتها في حفظ أمن امداداته وخطوطها الملاحية.

وسبق ذلك تصاعد في الصراع بين الولايات المتحدة والحوثيين في البحر الأحمر، وفي 31 ديسمبر الماضي، حاولت زوارق صغيرة تابعة للحوثيين مهاجمة سفينة تجارية، وبعد أن ردت مروحيات البحرية الأمريكية على هذا الهجوم، أطلق الحوثيون النار عليها، وأغرقت القوات الأمريكية ثلاثة زوارق للحوثيين وقتلت عشرة أشخاص، ثم شن مؤخرا الحوثيون واحدة من أكبر هجماتهم في البحر الأحمر حتى الآن، والتي شملت تسع طائرات بدون طيار، وصاروخين كروز مضادين للسفن، وصاروخ باليستي مضاد للسفن، اعترضتها القوات الأمريكية والبريطانية.

ردود الأفعال على الهجوم على اليمن

بعد الهجوم الأمريكي والبريطاني على اليمن، قال بايدن إنه يود السماح بمزيد من الهجمات إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على خطوط الشحن في البحر الأحمر، وقالت القيادة المركزية الأمريكية أيضا إن الضربات الجوية الليلية استهدفت “أنظمة رادار وأنظمة دفاع جوي ومواقع تخزين وإطلاق الطائرات  بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية”،

وقال المتحدث باسم الحوثيين اليوم الجمعة إنه لا يوجد أي مبرر للهجمات، وتعهد بمواصلة استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل، وفي هذا الصدد قال محمد عبد السلام: “كنا نحلم بمواجهة أمريكا منذ أكثر من 20 عاما، وهذا جهاد مقدس وهذه مرحلة تاريخية فارقة أكرمنا الله بها لإذلال أمريكا وبريطانيا وإسرائيل”.

كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة الهجمات العسكرية على عدة مدن يمنية وقال: “نعتبرها انتهاكا واضحا لسيادة اليمن ووحدة أراضيها وانتهاكا للقوانين والأنظمة والقوانين الدولية، كما أصدرت حماس وحزب الله بيانا أدان فيه هذه الهجمات.

وتأتي الغارات الجوية التي يشنها الغرب في وقت تزايدت فيه التوترات في الشرق الأوسط بشكل كبير، وفور بدء الهجمات على اليمن، طالبت روسيا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما دعت المملكة العربية السعودية إلى ضبط النفس بعد هجمات الليلة الماضية التي شنها الغربيون في اليمن، وقالت وزارة الخارجية السعودية أيضا إنها تراقب الوضع “بقلق بالغ”.

وقد وصف الحوثيون هجماتهم علنا بأنها تهدف إلى تقويض قدرة إسرائيل على ممارسة التجارة الدولية وإعادة بناء جيشها، وفي هذا الصدد اتخذت بعض الدول العربية موقفا محايدا تجاه الهجوم الأمريكي.

السيناريوهات المحتملة

المتوقع أن يواصل الحوثيون استهداف السفن المتجهة نحو إسرائيل، ما سيدفع القوى الغربية إلى تكرار الضربات بشكل أشد على مواقع الحوثيين، وبهذا تتحول العمليات العسكرية إلى سلوك ضربة مقابل ضربة.

وقد تؤدي الخلافات المتزايدة بين إدارة بايدن والدول العربية بشأن اليمن إلى تعقيد الجهود الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين على الشحن الدولي في البحر الأحمر، وقال مسؤولون عرب إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة غير مهتمتين بدعم العمليات العسكرية الجديدة ضد الحوثيين، ولم تبد دول عربية  أخرى، مثل قطر ومصر، أي رغبة في الانضمام إلى أي عملية ضد الحوثيين،

والمرجح أن يعتمد استمرار  حالة الحرب في البحر الأحمر على نوع وشدة رد فعل الحوثيين.

ولا يمكن استبعاد أن تقوم إيران بفتح جبهات أخرى في العراق وسوريا وربما مضيق هرمز .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.