أخبار ||

الهجوم الإعلامي على دولة الإمارات.. المصدر والأهداف.

الكاتب: إبراهيم المقدادي/ باحث وكاتب أردني.

 لا تنفك قوى الظلام تهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة وتشكك في جهودها البناءة في كل مرة تتاح لها فرصة الاصطياد في الماء العكر، ومنذ بداية الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تنشغل وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان وأخرى لإيران ببث سمومها ونشر الادعاءات الزائفة وشن بروباغندا إعلامية تستهدف دولة الإمارات كمحاولة لتشويه صورتها، ورغم تفوق دولة الإمارات عربيا وعالميا في موضوع دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته، تحاول هذه المجموعات إحراف الحقائق عن مسارها الصحيح وقلب الوقائع كمحاولة أخرى لتجييش الشعوب العربية والإسلامية واستغلال تعاطفها مع الشعب الفلسطيني ضد دولة الإمارات.

وفي الحقيقة لا يمكن فصل شدة وكثرة الدعاية الإعلامية الموجهة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة عن الأساس الذي ترتكز عليه هوية السياسة الإماراتية، التي تقوم على دعامتين أساسيتين تتعلقان بالدور الذي تضطلع به الإمارات بمحاربة الجماعات الإرهابية والمتطرفة بدءً من مواقفها التاريخية ضد جماعة الإخوان المسلمين، التي تشكل الماكينة الرئيسية المحرضة ضد دولة الإمارات، خصوصا وأن الجماعة يملكون أدوات وسائل ضغط كثيرة من خلال الإعلام العربي والغربي مستغلين علاقاتهم ومواردهم المالية، بالإضافة لعقيدتهم التي لا تستثني أية وسيلة من وسائل الصراع، بالاعتماد على التزوير والتلفيق، حتى دورها في مكافة الجماعات الإرهابية أمثال داعش والحوثيين ضمن تحالفات عالمية وعربية.

وقد ازدادت أدوات التنظيم مع الدور الذي لعبه الإخوان في أكثر من دولة عربية حتى وصولهم إلى سدة الحكم في مصر قبل إسقاطهم من قبل الشعب المصري، مستفيدين من الدعم المالي الذي أهلهم لتأسيس الآلاف من المنصات الإعلامية والجيوش الإلكترونية، التي كانت تدير في الخفاء الهجوم على دولة الإمارات ورموزها.

تزامن ذلك مع الموقف الثابت والتاريخي الصريح، الذي تتخذه الإمارات العربية المتحدة إزاء التمدد الإيراني، والدور التخريبي الذي تلعبه الميليشيات الإيرانية في المنطقة، ما وضع الإمارات العربية المتحدة في مواجهة العاصفة، ووضع منصات مجابهة لها داخل الدول التي تتمدد فيه حركات الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي في العراق واليمن وسوريا ولبنان.

اتسق ذلك بشكل تصاعدي مع تصاعد دور الحركات المتطرفة في دول الصراع بعد ما سمي بـ ” الربيع العربي” ودخول الدور الوظيفي لتنظيم الإخوان، الذي تبنى جميع حركات الإسلام السياسي المتطرف، في محاولة يائسة للقفز فوق محددات الأمن الخليجي والأمن القومي العربي، مما وضع دولة الإمارات في مواجهة حملات مسعورة من التصريحات والحملات الدعائية الهادفة، بسبب أدوارها التي نجحت من خلالها في تقويض المشروعي الإخواني والفارسي وباقي الجماعات الإرهابية في المنطقة، والذي ازداد أكثر فأكثر منذ عام 2018، مع بروز ملامح تراجع دور الإخوان المسلمين في دول المنطقة، كما الضغوطات التي بدأت تضيق الخناق على إيران سواء في الداخل أو الخارج، من خلال المواجهة المباشرة لها مع شعبها ومع الولايات المتحدة الأميركية، على عدة أصعدة منها الملف النووي، ونفوذها وأنشطتها التوسعية في اليمن والعراق وسوريا.

هذه الهزائم واجهتها قوى الظلام بإطلاق حملة إعلامية تستهدف الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب وعلى رأسها دولة الإمارات، وزادت هذه الهجمة بعد تمكين السلطات الأمنية الإماراتية من تحييد مشاريع الإخوان الإرهابية وإلقاء القبض على عناصر هذه المشاريع الإخوانية وتحويلهم إلى القضاء العادل، مستغلين بذلك حرب غزة للتشكيك بالدور الإماراتي الداعم للشعب الفلسطيني، كمحاولة لشق الصف العربي وضرب الوحدة القومية، واستثمار هذه الحرب لاستهداف دول لها معها خلاف حول مواضيع أخرى وفشلت في النيل منها، من خلال نشر ادعاءات لا أساس لها من الصحة حول استخدام الولايات المتحدة قواعد عسكرية لها في دول عربية ومنها دولة الإمارات والسعودية والأردن لدعم إسرائيل في حربها على غزة وإرسال المساعدات العسكرية لها من خلال هذه القواعد.

وبنظرة عميقة على هذه الحملات الإعلامية الني تستهدف دولة الإمارات، يتضح جليا أنها تصب في مصلحة المجموعات الإسلامية المتطرفة، والتي تهدف من خلالها إلى تصفية الحسابات مع الإمارات بسبب موقفها الثابت ضد الإرهاب والتطرف ومحاولة توظيف الدين لأجندات سياسية، حيث لعبت دولة الإمارات أدوارا مؤثرة وناجحة في إفشال مشاريع الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتي سعت إلى السيطرة على الحكومات العربية من بوابة الربيع العربي مستغلين اندفاعية الشعوب نحو التغيير، لذا فإن هذه الجماعات تلجأ عادة إلىالتشويه والنيل من صورة الإمارات عبر نشر الإشاعات مستغلين عواطف الشعوب تجاه قضايا حساسة كالقضية الفلسطينة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.