أخبار ||

رامي الشاعر لـ عربي 21: سورية في كارثة إنسانية، وتظافر الجهود بين المبادرة العربية وأستانا هو المقدمة لبدء عملية الانتقال السلمي استناداً للقرار 2254.

 يشير تتبع تاريخ العقوبات الدولية عدم  فاعليتها في التأثير على الأنظمة أو تغييرها، بقدر ماينعكس ذلك على البنى الاقتصادية والمؤسساتية والمجتمعية للدول وتفكيكها كموت سريري بطيء. ولعل تاريخ العقوبات المفروضة على كوبا وإيران وغيرها أمضى دليل على ذلك. إذ مازالت هذه الأنظمة منذ أكثر من نصف قرن غير متأثرة بالعقوبات. يؤيد هذا الرأي أن فشل العقوبات على العراق الذي عانى من أقسى العقوبات التي عرفها التاريخ، والتي طالت حتى دواء الأطفال بمن فيهم مرضى السرطان. إذ لم تتمكن إدارة بوش الابن من اسقاط الرئيس العراقي صدام حسين بالعقوبات التي استمرت خمسة عشر عاماً لولا الغزو والاحتلال الذي دفعت ثمنه الولايات المتحدة والمنطقة والعالم بشكل عام.

في هذا السياق رأى الدبلوماسي السابق والمقرب من الخارجية الروسية، رامي الشاعر، أن المبادرة العربية تهدف إلى مساعدة سوريا والسوريين على تجاوز أزمتهم والحفاظ على الدولة السورية وسيادتها ووحدة أراضيها، ولم يكن الهدف التطبيع مع نظام الأسد.

وأوضح الشاعر في حديث مع “عربي21” أن الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا اليوم في كافة المجالات وخاصة الوضع الاقتصادي المتردي، بالإضافة إلى عدم توفر الكهرباء والوقود وأزمة الدواء يجعل سوريا في وضع كارثة إنسانية، والزعماء العرب يدركون هذا، ولذلك وافقوا على دعوة بشار الأسد لأنه الرئيس المعترف به دوليا في سوريا شئنا أم أبينا.

وأضاف: “القضية ليست قضية تطبيع بل قضية ملحة لإنقاذ الشعب السوري في الدرجة الأولى ومحاولة وقف التدهور الذي يمكن أن يؤدي إلى تقسيم سوريا ونهاية الدولة السورية بشكلها الحالي”.

وأعرب عن أمله في أن “لا تسمح الدول العربية بفشل مبادرة الحل في سورية حتى وإن لم يتجاوب النظام في دمشق معها ولم يقم بخطوات تتوافق مع الجهود لإنقاذ سورية وشعبها”.

وأشاد الشاعر بالخطوات التي اتخذتها الدول العربية، قائلاً: أن هناك إصرارا لدى مختلف الدول العربية بشأن الحفاظ على الدولة السورية، مؤكدا أن هناك خطوات عملية سيتم اتخاذها لمساعدة الشعب السوري في تجاوز أزمته في وقت قريب.

وأضاف: هذه الجهود تتشابه وليست بعيدة عن الجهود التي تبذلها دول أستانا، والتي ثبتت وقف إطلاق النار تقريبا في الأراضي السورية، لمنع اندلاع حرب أهلية في سورية على الرغم من أن الأجواء مؤهلة لاندلاعها وتزداد يوما بعد يوم مع تدهور الوضع الاقتصادي والمماطلة من قبل دمشق في بدء عملية الانتقال السياسي السلمي حسب القرار 2254″.

وتابع: بالإضافة إلى الجهود العربية التي أعادت العلاقات مع النظام السوري، يبقى الأهم الحفاظ على نظام التهدئة في سورية وعودة العلاقات بين سورية وتركيا ونضوج العامل السوري الذاتي وبمساعدة الدول العربية ودول أستانا لحل جميع القضايا التي تعاني منها سورية.

وختم الشاعر بالقول:  أن الحل في سوريا يجب أن يكون قائما على مبدأ المصالحات الوطنية كأساس لحل جميع القضايا والمشاكل في البلاد.

 

 

الآراء الواردة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع، وإنما تعبر عن رأي كاتبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.