أخبار ||

البوصلة الشعبية: أحداث دير الزور الأخيرة.. صوت السوريين المخنوق – مرة أخرى- بعقلية المؤامرة.

البوصلة الشعبية: منذ بداية أحداث دير الزور وصفت قسد الشيخ إبراهيم الهفل بانه ” رأس الفتنة” وأنه يتعامل وينسق مع النظام (حسب الرواية القسدية المسدية). لذلك ركز الإعلام الموالي لقسد ومسد على فيديو يُظهر قارب لمجموعة من غرب الفرات تدعي قدومها لمناصرة أبناء العشائرفي الضفة الشرقية، في محاولة منها – أي قسد- تخويف الأهالي بعبور النظام والمليشيات الإيرانية لمنطقة غالبية سكانها مطلوبين للنظام السوري. وهي الرواية التقليدية التي يتبناها النظام قبل وبعد الاحتجاجات.
أيضاً ركز الإعلام على بلدة ذيبان التي تشكل الرمز التاريخي لمشيخة قبيلة العكيدات واعتبرتها مركزاً لقيادة الحراك، ما أعطى الحراك الجماهيري زخماً وصبغة عشائرية أضيق بكثير من مطالب الأهالي الذين أطلقوا الحراك، والتي كانت بدايتها في مناطق العزبة وأبو حمام وهجين والشحيل، مما جعل من السيطرةعلى ذيبان – إعلامياً – كأنها سيطرة على كامل دير الزور.
تزامن ذلك مع تجاهل واضح لمطالب الناس و رؤيتهم السياسية، التي بدأت بأول بيان أصدره المحتجون بعيداً عن العشائرية حيث طالبوا حينها بتطبيق القرار 2254. وهو الجانب الذي لم ينفيه أي مجموعة من مجموعات الحراك، حيث تم تجاهله بشكل واضح من قبل إعلام قسد وداعميه.
لم نسمع من إعلام قسد ومسد وداعمية سوى مايصب في إطار عقيلية المؤامرة التي مل منها الشعب السوري، لأنه يعرف أن أالمؤامرة موجودة في كل زمان ومكان، ولكن الوقوف ضدها لايكمن أن يتحقق إلا بالوقوف مع الجماهير.
لم نسمع من وسائل الإعلام أي صوت للأهالي الذين خرجوا بالآلاف.. لم نسمع أراء الناس.. لم يتم إجراء إية مقابلة لهؤلاء من أي وسيلة. لم نسمع مطالب الناس الذين يعيشون منذ عقد من الزمن في أسوأ حالات الفقر والحرمان والقهر والفوضى.
لم يتناول أحد غايات الحراك الذي أعلن منذ بدايته بأنه لاعلاقة له بالخلاف داخل قسد وأن مجلس دير الزور العسكري هو أحد أهم تشكيلات قسد الذي تم إطلاق يده كحاكم عسكري يصول ويجول وينكل بالعرب من ابناء المنطقة أمام أعين قيادات قسد . ودليل ذلك أن مجموعة من الأهالي والوجهاء كانوا قد اتجهو إلى القامشلي قبل أيام من الاحتجاجات لتقديم شكوى ضد ممارسات أبو خولة.
حتى الآن لم يظهر أي دور يعبر عن مطالب الناس المحقة، ولم نسمع حتى هذه اللحظة أي طرق لإيجاد حلول ذات رؤى سياسية قادرة على تجفيف الصراع عبر التفاوض في منطقة تدعي فيها قسد ومسد الديمقراطية والتشاركية وترفع شعارات ” اللامركزية و التشاركية والتغيير الديمقراطي في سورية”.
شعارات مسد وقسد – فيما لو تم تطبيقها – لحققت مطالب أبناء دير الزور دون إراقة نقطة دم سورية واحدة. وهو ما اثبتته المطالبات التي كانت تتمحور حول إدارة أبناء دير الزور لمناطقهم ليس إلا. أي تطبيق اللامركزية التي يتبناها خطاب مسد وقسد.
لاندري ماهي حقيقية علاقة الشيخ إبراهيم مع النظام حسب الرواية القسدية، ولكن الأكيد أن فرضية عبور المليشيات الإيرانية هي فرضية مستحيلة في هذا التوقيت بالذات، لأسباب منها وجود القاعدة الأمريكية في حقل العمر، كما اتفاقيات عدم الاشتباك المعمول بها حتى هذه اللحظة بين الدولتين الأهم في سورية روسيا والولايات المتحدة.
إذاً طريقة قسد ومسد لاتختلف أبداً عن عقلية النظام الذي مازال منذ أثنتي عشر عاماً يرفض أي نوع من التفاوض إلى أن تدمرت سورية ودفع الجميع ثمن ذلك.
بالمقابل لم تتوقف مطالب السوريين في درعا والسويداء ودير الزور ومناطق الشمال. وبالتالي فإن ماجرى في دير الزور جاء في سياق شعبي مطلبي، وهو الحراك الذي لم يتوقف منذ تأسيس مايعرف بالإدارة الذاتية..
الأكيد، أن شرخاً أعمق قد تأسس بين أبناء دير الزور وقسد، وبالتالي فإن الحراك سيعود – دون شك- بصيغ جديدة ستستفيد من أفخاخ ما جرى، من خلال التأكيد على المطالب الشعبية بطرق تصب في إطار مطالب الشعب السوري في التغيير كحل شامل استناداً للقرار 2254.

نقلاً عن الصفحة الرسمية للبوصلة الشعبية.

الآراء الواردة في الموقع لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي كاتبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.