أخبار ||

بوغدانوف يدعو لإشراك مسد في العملية السياسية، حفاظاً على وحدة سورية ومنعاً للاتهامات بالانفصال.

 

أجرت قناة روسيا اليوم – مساء اليوم- حواراً مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث استعرض بوغدانوف رؤية شاملة لتعقيدات الصراع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام، و الأزمة السورية بشكل خاص،وموقع الدبلوماسية الروسية في خضم هذه التجاذيات، وأسِفَ بوغدانوف لإطالة الأزمة السورية، معتبراً أنها أصبحت تحتاج للسوريين أنفسهم دون غيرهم.

الأهم في اللقاء، حديث بوغدانوف عن حيثيات إصدار القرار ٢٢٥٤ الذي اعتبره الوثيقة الشاملة لحل الأزمة السورية، من خلال الحديث عن محادثات فيينا التي أسست لاستصدار قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٥٤، وكشف بوغدانوف ملابسات الوصول إلى هذه الوثيقة المشتركة للحل في سورية، حيث جلس على الطاولة – حسب ما أورد بوغدانوف- كل من وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، و بمشاركة العرب والإيرانيين والأتراك، ولم يعارض أحد ضد هذه المبادئ، وتم إقرار المبادئ نتيجة أعمال صيغة فيينا.

وأوضح بوغدانوف – بصراحة-  أن الفكرة الأساسية التي تم الاتفاق عليها في أعمال فيينا هي إيجاد توافق بين السوريين عن طريق المحادثات بين الحكومة الشرعية الحالية في دمشق وبين المعارضة، التي تمثلها منصة موسكو والقاهرة والرياض و المجتمع المدني وغيرها، وعلى هذا الأساس تشكلت اللجنة الدستورية.

اللافت في اللقاء دعوة بوغدانوف المتكررة على ضرورة توافق السوريين، وأن الموقف الروسي ينطلق من هذه الفكرة، وربما يريد من خلال ذلك الإشارة إلى تداعيات ماظهر لاحقاً بدءاً من الموقف الأمريكي، مروراً بالمواقف التركية التي لم تفي بوعودها بتصفية الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها جبهة النصرة، وانتهاءاً بعدم التوافق بين السوريين أنفسهم سواء في مفاوضتهم مع النظام السوري، التي بدت مفاوضات عقيمة بسبب خروجها عما تم الاتفاق عليه في القرار ٢٢٥٤، كما خروجها عن ثقافة التفاوض، حيث طالبت المعارضة السورية الرسمية – بدفع خارجي- وفي أوج انقساماتها وخسائرها برحيل رأس النظام قبل بدء العملية الانتقالية، في الوقت الذي كان ذلك أمراً مستحيلاً، لايحقق سوى إطالة الصراع. بالمقابل كان النظام السوري يعتبر كل المعارضة السورية مجرد إر،هابيين منهم بلحى ومنهم حليقي اللحى. زاد ذلك الانقسامات بين مكونات المعارضة الرسمية ذاتها، حيث أصبح الخلاف بين هذه المكونات أقسى وأعمق من الخلاف مع النظام ذاته، حيث أصبح الصراع على مقعد هنا وآخر هناك يتقدم على الكارثة التي يعانيها شعبهم منذ عشر سنوات، ولعل ماحصل من إعادة تدوير المناصب بين الائتلاف وهيئة التفاوض من جهة، وماحصل من انقسامات حادة داخل هيئة التفاوض نفسها على نسب التمثيل، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى توقيف عملها.

اللقــــــــــــاء:

  • موسكو تدعم إيجاد السوريين صيغة حلول وسطى، استناداً لمبادئ الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية.
  • ندعو لمشاركة مسد في العملية السياسية وفي لجنة صياغة الدستور .
  • نحن وسطاء بين الأكراد والحكومة في دمشق، والأكراد يتخوفون من أن يتكرر السيناريو الأفغاني.
  • وجود الأمريكان في سورية غير مشروع، لأنه لم تتم دعوتهم من أحد هناك، ولايوجد قرارات دولية تشرعن لهم ذلك.
  • ننتظر زيارته وزيارة المبعوث الأممي غير بيدرسون.
  • للأسف طالت الأزمة السورية، مع وجود أجنبي، فالاسرائيليون في الجنوب، والأمريكان في الشرق، والأتراك في الشمال.
  • هناك وجود أجنبي على الأرض، فالإسرائيليون في الجنوب، والأمريكيون في الشرق، والأتراك في الشمال.
  • القضاء على جبهة النصرة ( تحرير الشمال) والعناصر الإرهابية وداعش، وهي جماعات خطرة وخلايا نائمة، وهذا يتطلب تظافر جهود السوريين أنفسهم، والمجتمع الدولي.
  • هناك مبادئ تم الاتفاق عليها مثل وحدة أراضي سورية وسيادتها، وبالتالي على السوريين أن يكونوا هم أصحاب القرار في مصير بلادهم، وليس الأجنبي.
  • قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٥٤ هو الوثيقة الشاملة لحل جميع القضايا المتعلقة بشأن الأزمة السورية، وقد تم الاتفاق على المبادئ المشتركة بموافقة الروس والأمريكان والأمم المتحدة، وبمشاركة العرب والإيرانيين والأتراك.
  • كانت الفكرة الأساسية إيجاد توافق بين السوريين عن طريق المحادثات بين الحكومة الشرعية في دمشق وبين المعارضة، التي تمثلها منصة موسكو والقاهرة والرياض وغيرها، والمجتمع المدني.

 شدد مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على ضرورة مشاركة مجلس سورية الديمقراطية في عملية إصلاح الدستور السوري.

وأكد بوغدانوف – في حديث له على برنامج “قصارى القول” الذي تبثه  قناة RT – على دعم موسكو لكي يجد السوريون صيغة حلول وسطى، استناداً لمبادئ الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية.

وأضاف بوغدانوف، إنّ بعض التشكيلات مثل مجلس سورية الديمقراطية، تسيطر على مناطق شاسعة جداً شرق الفرات بالاعتماد على الوجود الأمريكي، وذلك يثير قلقنا لأننا ندعم دائماً سلامة ووحدة سورية وسلامة أراضيها. و إذا كنا نتحدث عن الإصلاح الدستوري، فنحن ندعم مشاركة ممثلي السكان الأكراد أيضاً في العملية السياسية.

وتابع، ندعم أن يجد السوريون بعيداً عن انتمائاتهم الطائفية أو العرقية حلولاً وسطى في علاقاتهم، استناداً على المحافظة على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

وحول زيارات الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد إلى موسكو ومن ثم الذهاب إلى واشنطن، قال بوغدانوف، هي ليست وسيطاً، نحن الوسطاء بين الأكراد والحكومة في دمشق.

وقال بواغدانوف أنّ الأكراد يعتمدون على الأمريكان في وجودهم، أما الآن و بعد انسحاب الأمريكان من أفغانستان، فقد أصبح العديد من الأكراد يتخوفون من أن يحصل معهم في سورية نفس ما حصل في أفغانستان.

وأشار بوغدانوف، أن وجود الأمريكان في سورية غير مشروع، لأنه لم تتم دعوتهم من أحد هناك، ولايوجد قرارات دولية تشرعن لهم ذلك. وإذا كانت حجتهم في محاربة الإرهاب.

وتساءل بواغدانوف، كم سيطول هذا الكفاح ضد الإرهاب، لقد مكثوا في أفغانستان عشرين سنة ثم خرجوا. و ما هي النتائج ، فعملية القرشي التي نفذها الأمريكان على سبيل المثال خسر الأمريكان حوامة و ذهب ضحية العملية مدنيين، لذلك لا يمكن وصف العملية بالناجحة.    

وحول الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو، قال بوغدانوف،نحن ننتظر زيارته وزيارة المبعوث الأممي غير بيدرسون، ونقول دائماً للأسف طالت الأزمة السورية، وأريقت دماء كثيرة، وهناك لاجئون ونازحون كثر، والبلد تدمر، وهناك وجود أجنبي على الأرض، فالإسرائيليون في الجنوب، والأمريكيون في الشرق، والأتراك في الشمال. 

وتابع بوغدانوف، لم يتم القضاء على جبهة النصرة ( تحرير الشمال) والعناصر الإرهابية وداعش، وهي جماعات خطرة وخلايا نائمة، وهذا يتطلب تظافر جهود السوريين أنفسهم، والمجتمع الدولي، لأن الخطر هو خطر عالمي وتحدٍ للمجتمع الدولي ككل.

وأضاف بوغداوف، إننا ننطلق من ضرورة تنسيق هذه المقاربات، لتكون جهودنا فعالة أكثر، وهناك مبادئ تم الاتفاق عليها مثل وحدة أراضي سورية وسيادتها، وبالتالي على السوريين – حسب بوغدانوف- أن يكونوا هم أصحاب القرار في مصير بلادهم، وليس الأجنبي. ومن جانب آخر هناك التسوية السياسية و المشاكل الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.

وركز بوغدانوف على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٥٤ الذي اعتبره الوثيقة الشاملة لحل جميع القضايا المتعلقة بشأن الأزمة السورية، والذي تم الاتفاق عليه بالإجماع، والذي كان نتيجة أعمال صيغة فيينا التي شارك بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري.

وتابع بوغدانوف مستعرضاً الظروف التي تم من خلالها الاتفاق على القرار ٢٢٥٤، قائلاً: لقد جلس جون كيري إلى الطاولة ووزير خارجيتنا وستيفان ديمستورا وتم إقرار المبادئ بمشاركة العرب والإيرانيين والأتراك، ولم يعارض أحد ضد هذه المبادئ.

وكانت الفكرة الأساسية في أعمال فيينا هي إيجاد توافق بين السوريين عن طريق المحادثات بين الحكومة الشرعية في دمشق وبين المعارضة، التي تمثلها منصة موسكو والقاهرة والرياض وغيرها والمجتمع المدني، وعلى أساس هذه المقاربات تعمل اللجنة الدستورية.

وأكد بوغدانوف أننا نقوم في إطار هذه المقاربة على تنظيم ذلك، ولكن من يقرر و يعمل  هم السوريون أنفسهم الذين يقررون مصير بلدهم.

ودعا بوغدانوف إلى ضرورة إعادة اللاجئين ككوادر بشرية من أطباء ومثقفين وبناة ومهندسين، لكي يطوروا بلدهم وفي مقدمتهم الشباب السوري، فبدون الشباب لامستقبل لأي بلد، والعمل على إعادة بناء البنى التحتية التي دمرتها الحرب.

واستعرض بوغدانوف خلال اللقاء على أزمات الشرق الأوسط وأفريقيا، قائلاً:  نركز على مشاكل الشرق الأوسط وفي مقدمتها التسوية العربية- الإسرائيلية والقضية الفلسطينية، والوضع في اليمن، والأزمة في سورية التي نعمل عليها منذ أحد عشر سنة، ولكن لم ننجز حتى الآن جميع مهامنا هناك فيما يتعلق بالقضاء على البؤر الإرهابية هناك سواء في سورية أو العراق أيضاً، فداعش مازال يشكل خطراً سواء داخل المنطقة أو خارجها، مؤكداً أن هذا الوضع ليس طبيعياً، ففي العراق مثلاً، حتى بعد الانتخابات في تشرين الأول الماضي لايزال هناك نقاشات ساخنة حول نتائج تلك الانتخابات، والأهم هو انتخاب حكومة جديدة وانتخاب رئيس للبلاد.

وتابع بوغدانوف، أما مايخص شمال أفريقيا فهي أيضاَ جزء من الوطن العربي، وهناك المشكلة الليبية ومشكلة الصحراء الغربية كمشكلة مزمنة مازالت على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي وعلى جدول أعمالنا، أما الحديث عن أفريقيا ككل فهناك تحديات جديدة كالأزمة الليبية التي أدت إلى تدمير الدولة الليبية، مانجم عنه مشاكل إضافية عديدة لا تتوقف عند حدود الهجرة غير الشرعية بقدر ما تؤثر على استقرار دول كثيرة  عدا المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وقال بوغدانوف، دعونا لمقاربة أفريقية لسد النقص في التمثيل الأفريقي داخل الأمن، ويجب أن يزداد عدد ممثليهم، بدءاً من إيجاد آلية يتفق عليها الأفارقة أولاً قبل مناقشة ذلك في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.