أخبار ||

الشاكر لـ ” الملتقى التشاوري بواشنطن”: لا حل سوري قبل تجميع السوريين و تذليل النقاط الخلافية بينهم.

قال أستاذ القانون الدولي الدكتور محمد خالد الشاكر، في كلمة ألقاها في الملتقى التشاوري للمعارضة السورية بواشنطن، إن الملف السوري سيبقى آخر الأولويات لدى الدول الفاعلة والمجتمع الدولي طالما أن السوريين أنفسهم مشرذمين، ويفتقرون إلى أي مشروع وطني جامع.

وأكد الشاكر أن ما ذكرته وسائل الإعلام  عن دعوته كممثل لمكونات شمال وشرق سورية هو حديث عار عن الصحة وأنه حضر بصفته الشخصية كون اللقاء التشاوري الذي انعقد بواشنطن في 29 أكتوبر 2022، جاء كاجتماع لشخصيات سورية لا تمثل أي مكون سياسي وليس لها أية مرجعيات سوى أنها تلمست واقع الانقسام والتشظي الذي تعيشه المعارضة السورية، في محاولة منها لاستقطاب ما أمكن من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة، وذلك للوقوف عند حال المعارضة السورية المشتتة والهزيلة والهشة، وهو الحال – حسب الشاكر- الذي إن استمر فإنّه ينذر بعقود أخرى من الموت السريري لسورية والسوريين.

واستعرض الشاكر في كلمته الواقع المأساوي السوري، داعياً إلى العمل انطلاقاً من هذا الواقع، ومركزاً في حديثة على أبرز النقاط الخلافية بين السوريين وضرورة الاجتماع فيما بينهم لمناقشتها والعمل على تذليلها من خلال دراسة الأسباب البنيوية التي أدت إلى هذه الهزة العنيفة التي عصفت بسورية، والعمل عليها حتى لاتقع بها الأجيال المقبلة مرة أخرى.

وحدد الشاكر في كلمته النقاط الخلافية التي حالت دون تجميع السوريين منذ أكثر من عقد من الزمن، داعياً إلى مناقشتها كمحاور في أي لقاء وصولاً إلى التوافق والاتفاق عليها ومنها – على سبيل المثال لا الحصر- مفهوم الهوية السورية، ومفهوم الشعب السوري، ومفهوم الأقلية والأكثرية، و شكل الدولة، وشكل النظام السياسي، والديمقراطية اللامركزية، وآليات بناء الدستور و الحوكمة، حيث قدّم شرحاً لكل واحدة من هذه النقاط في إطار الديمقراطيات المعاصرة وبناء الدساتير، معتبراً أن الحل في سورية أصبح بحاجة ماسة إلى آلية دستورية تضمن عيش المجموعات السورية بسلام، دون أن ينال ذلك من وحدة البلاد وسيادتها الإقليمية. وبما يؤمن عودة طوعية وآمنة، ويساعد في إعادة الإعمار.

واعتبر الشاكر أن هدف الملتقى هو الوقوف عند واقع المعارضة وتشرذمها والعمل على توحيدها، لأن ممثلي الدول – بما فيها الولايات المتحدة- لايمكن أن يتحدثوا مع السوريين فرادى أو مكونات وبدون مشروع سوري يمثل جميع السوريين، لذلك علينا كسوريين أن نساعد أنفسنا أولاً قبل نطالب من الدول مساعدتنا، وذلك بأن يتجاوز السوريون حالة الاستعصاء والتشرذم الذي تعيشه جميع أطياف المعارضة السورية، من خلال لقاءات لمعارضين سوريين سواء منهم السياسين  أو ورجال الدولة القادرين على مناقشة سبل الخروج من حالة الموت السريري التي تمر بها سورية، معتبراً إن المعضلات الكبيرة هي الفرصة الأنسب للحلول الكبيرة.

الجدير ذكره، أن  لقاء واشنطن ضمّ للمرة الأولى في تاريخ المعارضة السورية أكبر طيف من المعارضين الذي لم يتمثلوا في مكونات المعارضة الرسمية، إذ شارك لأول مرة مايقارب الـ 100 معارض من السياسيين المستقلين و ورجال الدولة من الصف الأول في الدولة السورية بينهم سفراء ووزراء ومدراء عامون ومستشارون وإعلاميون واقتصاديون وقانونيون وأساتذة جامعات. وحسب تصريحات اللجنة المنظمة سيكون اللقاء دورياً حتى يحقق الملتقى الأهداف التي جاء من أجلها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.