أخبار ||

” مصالحات دير الزور” في ندوة لتجمع أبناء البوكمال وريفها الديمقراطي.

عقد تجمع أبناء البوكمال وريفها الديمقراطي – أمس- في بلدة أبو حمام في الريف الشرقي لدير الزور ، ندوة جماهيرية، دعا إليها – عبر خدمة زووم- المعارض السوري الدكتور محمد خالد الشاكر، وذلك للحديث عن حقيقة وأبعاد المصالحات التي روجت لها الحكومة السورية في دير الزور.

وافتتح الشاكر حديثه بسردية تاريخية حول منطقة الجزيرة والفرات وتركيبتها المجتمعية الفريدة التي تميزت بالتنوع في بقعة جغرافية تضم فسيفساء فريدة من الإثنيات والأديان، ظلت عبر التاريخ يجمعها عقل جمعي واحد، و توحدها إرادة العيش المشترك بين أبنائها.

  • علينا أن نفرق بين المصالحة والتصالح، لأن الأولى تحتاج لتنازلات من الطرفين، وهو مالم يحث بعد.

وحول ما قيل عن مصالحات في دير الزور قال الشاكر:  علينا أن نفرق بين المصالحة والتصالح، لأن الأولى تحتاج لتنازلات بين طرفين قررا أن يتجاوزا خلافاتهم إنقاذاً لوطن يحتظر ، معتبراً أن ما جرى من ترويج لـ” المصالحات” ماهو إلا بروبغندا إعلامية لعشرات و لنقل المئات، ولكنها – بالرغم من ذلك-  لاتؤسس لحل جذري يعيد مايقارب الـ ١٣ مليون نازح ولاجئ.

ودعا الشاكر الحكومة السورية، و معها الروس – إذا أرادوا إنقاذ ما تبقى من سورية- إلى إيجاد آليات أكثر نجاعة تساعد الملايين في العودة إلى وطنهم، بدءاً من إخراج المليشيات الإيرانية الطائفية من مناطق الريف الغربي التي تكاد تكون فارغة من سكانها بسبب هيمنة المليشيات الطائفية، وتخوف الأهالي من تكرار السيناريو العراقي بحقهم، حيث ذهب ضحية المليشيات الطائفية الآلاف من خبرات ومثقفي العراق وبشكل ممنهج.

  • إخراج المليشيات الإيرانية وإيجاد آلية دستورية عبر اللامركزية هما المقدمة لمصالحة حقيقية، تعيد الأهالي إلى ديارهم.

واضاف الشاكر، بعد ذلك، لابد من إيجاد آلية دستورية تؤمن للأهالي عودتهم بشكل طوعي و آمن، وذلك من خلال اللامركزية كمستوى حكم في المناطق، والتأسيس لعلاقة متجاوبة وفعالة بين سلطة المركز وسلطة الشعب في المناطق.
وقال الشاكر، إنّ هذه لآلية تقوم على مبدأ ديمقراطي مؤداه السيادة للدستور مركزياً، والمؤسسات للشعب لامركزياً، وهي آلية تساعد المواطنين للمشاركة في صناعة القرار  مراقبته، وبالتالي إدماج الجميع في عملية البناء، بما يعزز الشفافية والإنماء المتوازن، وبالتالي الولاء للبلاد أكثر ، وهي الآلية التي انتهجتها كل الدول في مراحل ما بعد الصراعات، قبل أن تصبح آلية دستورية في غالبية دول العالم.

  • سورية مفتوحة على جميع الاحتمالات الأسوأ بسبب تصميم السلطة في دمشق على إحياء الميت، أي عودة سورية إلى ماقبل ٢٠١١.

وأضاف، إن تصميم القرار ٢٢٥٤ يساعد على تحقيق ذلك، حين أشار إلى حوكمة ذات مصداقية شاملة ومشتركة وغير طائفية تُخرج سورية من مأزقها، كسبيل وحيد لإعادة توحيد سورية المقسمة والجائعة والمفتوحة على جميع الاحتمالات الأسوأ بسبب تصميم السلطة في دمشق على إحياء الميت، أي عودة سورية إلى ما قبل ٢٠١١.

وفي نهاية الندوة، أشاد الشاكر بأدوار مكونات المنطقة في دحر الإرهاب بدءاً من المكان الذي تُعقد فيه الندوة حيث كان أبناء دير الزور أكثر من عانى من التنظيم المتطرف ( داعش)، وأول من وقفوا بوجهه، وكلنا يتذكر أفظع وأبشع مجزرة شهدها الصراع السوري، وهي مجزرة الشعيطات التي ذهب ضحيتها أكثر من ١٠٠٠ شهيد بسبب عدم مبايعتهم للتنظيم المتطرف، قبل أن يضطلع أبناء المنطقة من جميع المكونات بالدفاع عن أرضهم وعرضهم،  وتأسيس قوات سوريا الديمقراطية كقوة محلية قدمت أكثر من ١١ ألف شهيد، وقفوا بوجه آلة التوحش والإرهاب القادم إليهم من خارج الحدود، حين وقف الجميع مكتوف الأيدي أمام أبشع تنظيم عرفه تاريخ الإنسانية.

  • قوة أي مشروع هي بقوة أبنائه وتلاحم حواضنه المجتمعية، وما القوى الخارجية إلا حالات عابرة.

وقال الشاكر ، من الأهمية بمكان تكرار وتعميم هكذا ندوات في جميع المدن والمناطق والبلدات والقرى، مؤكداً أن قوة وحامل أي مشروع هي بقوة أبنائه وتلاحم حواضنه المجتمعية، و ما القوى الخارجية إلا حالات طارئة تحكمها المصالح والتجاذبات التي تتأسس عليها العلاقات الدولية.

وفي نهاية الندوة، افتتحت إدارة الندوة النقاش للمتداخلين، حيث قال عماد الجلو الناطق الرسمي لتجمع أبناء البوكمال إن الهدف من هذه الندوة هو إيصال الصوت الحقيقي لموقف أهالي دير الزور من هكذا مصالحات، وهي مناسبة للتعبير عن المواقف الحقيقية لأبناء المنطقة من الداخل وليس إعلامياً.

من جهته قال أنس المرفوع ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في دير الزور ، إنّ الهدف من المصالحات هي محاولة الحكومة السورية الظهور أمام العالم بأنها تسيطر على دير الزور أمنياً وإدراياً، وأن تسمية المصالحات بـ” المكرمة” فيها نوع من الإهانة لمن تصالحوا وذلك بالصفح عنهم، داعياً الحكومة السورية إلى فتح حوار جدي، وتطبيق القرار ٢٢٥٤ الذي دعا إلى مرحلة انتقالية تؤسس للحل السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.