أخبار ||

تقرير حول الرد الأمريكي المرتقب على مقتل جنودها

الكاتب: إبراهيم المقدادي/ كاتب وباحث أردني. 

يتساءل المهتمين والمتابعين عن كيفية ونوعية الرد الأمريكي القادم على مقتل ثلاثة جنود واصابة آخرين، والعالم والمنطقة يترقب هذا الحدث الذي قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي خطير كنتيجة لنوعية وحجم الرد الإيراني وأذرعها على الرد الأمريكي.

 

عقيدة عسكرية

لقد أظهرت الولايات المتحدة دائما أن قتل مواطنيها أو جنودها هو خط أحمر بالنسبة لها، وقد تم استهداف بعض المواقع الأمريكية في المنطقة وأجزاء أخرى من العالم مرات عديدة، لكن الحكومة الأمريكية لم تتفاعل كثيرا مع ذلك لعدم وقوع ضحايا، ولكن في حالة قتل أو اصابة جنودها، فإنها سترد بقوة، ما يمكن القول أن ذلك يعد عقيدة عسكرية أمريكية واضحة.

وفي الهجوم الذي نفذته الميليشيات العراقية المسلحة التابعة لإيران على قاعدة برج 22 الأمريكية على الحدود الأردنية السورية، قد أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 25 آخرين، ما يجعل الرد الأمريكي حتمي وقوي لعدة أسباب:

  • التأكيد على العقيدة العسكرية الأمريكية.
  • الحفاظ على هيبة وقوة الردع الأمريكية.
  • عبرة للميليشيات التابعة لإيران وخاصة الحوثيين وحزب الله من العقواقب الوخيمة لأي استهداف قد يؤدي إلى ضحايا أمريكيين.
  • استغلال الفرصة لإضعاف أذرع إيران في المنقطة وارضاء حلفاء الولايات المتحدة وخاصة إسرائيل.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه إدارة بايدن حول طبيعة الرد الذي أصبح مؤكدا، هو كيفية الرد دون إشعال حرب إقليمية، وخاصة أن الضربات الأمريكية السابقة التي استهدفت الأذرع الإيرانية لم تنجح حتى الآن في ردع هذه الميليشيات.

وما هو مؤكد في هذا السياق هو أن هذه الميليشيات بقتلها الجنود الأمريكيين قد تجاوزت بالتأكيد الخط الأحمر للولايات المتحدة، ويتوقع المسؤولون والمحللون رد فعل أكثر قوة وحزم مع عدم ترجيح أن تضرب الولايات المتحدة الداخل الإيراني.

 

مدى احتمالية استهداف إيران

وبينما يمارس أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون صغوطا على الرئيس بايدن لمهاجمة إيران، قال مسؤولو البيت الأبيض إنهم لا يريدون توسيع الحرب في المنطقة، لكنهم سيردون بالطريقة المناسبة وسيكون الرد على عدة مراحب وجوانب.

وعلى الرغم من أن جو بايدن غير مهتم بخوض حرب مع إيران، إلا أن ضغوط اللوبي الإسرائيلي (إيباك) وأعضاء الكونجرس الجمهوريين على بايدن ربما تجبره على التحرك.

وفي السياق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن شن هجوم مباشر على إيران سيكون أقل احتمالا، وأن الجيش الأميركي لديه خطط لمهاجمة قادة عسكريين إيرانيين في العراق وسوريا.

 

عمل انتقامي من ناحية أخرى

ذكرت قناة “سي إن إن” الإخبارية نقلا عن بعض المسؤولين الذين لم تسمهم، أن الرد الأمريكي على هجوم الطائرات بدون طيار على القاعدة العسكرية الأمريكية مؤخرا سيكون على الأرجح أقوى من الضربات الانتقامية الأمريكية السابقة في العراق وسوريا”.

وفي إشارة إلى أن إدارة جو بايدن تتعرض لضغوط متزايدة للرد على الهجوم، أشارت شبكة “سي إن إن” إلى نية واشنطن تجنب التصعيد، ونقلت عن العديد من المسؤولين قولهم إن الرد الأمريكي سيكون قويا، لكن البنتاغون والبيت الأبيض كانا حريصين على عدم توسيع نطاق الحرب، كما قال مسؤول أمريكي لهذه القناة التلفزيونية إن أحد أسباب عدم الشفافية لدى مختلف السلطات حول السبب الرئيسي لهجوم الطائرات بدون طيار على البرج 22 هو الحفاظ على مبدأ المفاجأة في الرد.

وقال مسؤولون في البنتاغون والبيت الأبيض إن التقييمات الأولية تشير إلى أن كتائب حزب الله العراقي، أو جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران، متورطة في غارة الطائرات بدون طيار يوم الأحد، وذكرت شبكة “سي إن إن” أيضًا، نقلاً عن مسؤولين، أنه “من غير المرجح أن تستهدف الولايات المتحدة داخل إيران”.

وسبق أن هدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الإثنين في مؤتمر صحافي مشترك مع ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بأن واشنطن سترد على الهجمات ضد القوات في الوقت والمكان المناسبين، وأضاف أن الرد على الهجوم على الجنود الأمريكيين قد يكون على عدة مستويات ومراحل وسيستمر لبعض الوقت، وقال وزير الخارجية الأمريكي: “سنرد بحزم على أي عدوان وسنحاسب من يهاجم قواتنا” وسنفعل ذلك في الوقت والمكان المناسبين اللذين نختارهما.

 

موقف إيران وأذرعها

وفي المقابل، وبهدف امتصاص الغضب الأمريكي ومحاولة استرضاء أمريكا لنخفيف ضربتها والتهدئة من ردة فعلها، أصدرت قوات حزب الله العراقي بيانا أعلنت فيه وقف هجماتها علة القوات الأمريكية معزية ذلك لعدم احراج الحكومة العراقية، ما فسره البعض بأنه استرضاء وإعلان التوبة والندم من مهاجمة القوات الأمريكية كمحاولة لتحييد الرد الأمريكي.

بينما أكدت إيران وعلى لسان عدد من قادتها السياسيين والعسكريين بأنها سترد بقوة على التهديدات الأمريكية في حال تم استهداف إيران، إلا أنها في نفس الوقت قد أكدت أن لا صلة لها بالهجمات التي تنفذها أذرعها ضد القوات الأمريكية.

كما قالت بعض المصادر والمسؤولين لشبكة CNN إن رد واشنطن لن يقتصر بالضرورة على دولة واحدة أو يوم واحد، وأضاف بايدن في تغريدة نشرها على موقع “إكس”، أن المسؤولين عن الهجوم سيحاسبون في الوقت والطريقة التي تختارها الولايات المتحدة

 

كيفية الرد المتوقعة

على ما يبدوا أن خيارات الرد المقدمة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستشمل عدة أهداف:

 1- مهاجمة المنشآت البحرية الإيرانية في المياه الإقليمية لتجنب تنفيذ التهديدات الإيرانية في حالة استهداف الداخل الإيراني.

 2- مهاجمة واستهداف القادة والأشخاص التابعين لإيران في سوريا والعراق.

 3- ضربات متعددة وموجعة على مواقع عسكرية تابعة لإيران وأذرعها في المنطقة.

4 – في حال ضرورة استهداف الداخل الإيراني فمن المتوقع أن تبلغ أمريكا طهران عن مكان وزمان الضربة بغرض تقليص الضحايا واحتواء الرد الإيراني والمعاملة بالمثل، حيث صرح مؤخرا الرئيس الأمريكي ترامب أن إيران أبلغت واشنطن بنيتها ضرب قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق ردا على اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

5 – تنفيذ هجوم سيبراني ضد بعض المنشآت الإيرانية وخاصة العسكرية والأمنية والنووية.

6 – فرض المزيد من العقوبات التي تستهدف كيانات وأشخاص وقيادات إيرانية وأخرى داعمة أو مرتبطة بجهات إيرانية.

وعلى الأرجح أن يكون الرد الأمريكي على شكل موجات ضد مجموعة من الأهداف، وأن يبدأ خلال يومين من تاريخ إعطاء بايدن الضوء الأخضر لمثل هذه العملية العسكرية، وستحرص إدارة بايدن في تنفيذ هذا الرد على عدم إثارة حرب شاملة، من خلال تحييد ضربة موجعة قد تغضب طهران أن تخرجها عن طورها.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.