أخبار ||

منصة Gryptopolitan  البريطانية الاقتصادية: نصف الولايات المتحدة الآن في حالة ركود مع استمرار انخفاض قيمة الدولار.

الأوقات صعبة، والأمر لا يقتصر على حديث الشارع فحسب، بل هو ما يحدث على الأرض. تجد الولايات المتحدة نفسها عالقة في قبضة لا هوادة فيها من التباطؤ الاقتصادي والانتكاسات المالية، وهو السيناريو الذي ردده موقع Game of Trades on X بصوت عالٍ. وقد أطلقت هذه المنصة، المعروفة برؤاها المالية المتطورة، قنبلة من تقرير جعل الجميع يتحدثون . ووفقاً لأحدث تحليلاتهم، فإننا لا نتعامل فقط مع بعض المطبات في الطريق؛ نصف الولايات الأمريكية غارقة في الركود، ولا يبدو الأمر جميلاً.

بعد الفصل الافتتاحي، دعونا نتعمق في التفاصيل الجوهرية. التحليل من Game of Trades لا يخلص إلى أي تفاصيل، فهو يوضح الوضع المزري الذي تواجهه 22 ولاية أمريكية أثناء إبحارها في المياه في الربع الأخير من عام 2023. لم تكن هذه الولايات تمر بيوم سيئ فحسب؛ لقد كانوا في خضم انهيار اقتصادي شامل، تميز بمزيج من المؤشرات الاقتصادية المتراجعة من معدلات البطالة التي وصلت إلى مستويات منخفضة جديدة إلى ساعات التصنيع وانخفاض الأجور الحقيقية. هذه ليست مجرد عثرة في الطريق. إنها حفرة تبتلع نصف القوة الاقتصادية للبلاد.

تشريح الركود

إن الكشف عن هذا الانكماش الاقتصادي يكشف عن سلسلة من قطع الدومينو تتساقط الواحدة تلو الأخرى. يشير موقع Game of Trades إلى أنه ليست كل الدول متساوية عندما يتعلق الأمر بالمرونة الاقتصادية. وكانت الحلقات الأضعف في السلسلة، تلك الدول التي كانت تقف على أرضية مهزوزة بالفعل وكانت أول من استسلم لضغوط الركود. إنها مثل أنفلونزا سيئة تنتشر حولنا؛ بمجرد أن يصاب به عدد قليل فهي مجرد مسألة وقت فقط قبل أن ينتشر.

يسلط هذا التحليل الضوء على حقيقة مثيرة للقلق، وهي أن الولايات المتحدة تتأرجح على حافة الركود على مستوى البلاد، حيث تشعر نصف ولاياتها بخطورتها بالفعل.

ومع ذلك، فالأمر ليس كله عذابًا وكآبة. ولا يزال النصف الآخر من الولايات المتحدة صامداً بقوة، وإن كان في حالة تأهب. تؤكد لعبة التجارة على أهمية اليقظة ومراقبة تلك المؤشرات الاقتصادية التي تشير إلى الصحة أو المرض داخل الاقتصاد. إنها قصة تنقسم فيها أمريكا إلى أمريكيتين، إحداهما تكافح من أجل إبقاء رأسها فوق الماء، والأخرى صامدة في الوقت الحالي.

معضلة الدولار

بالتحول إلى معضلة العملة، يجد الدولار الأمريكي نفسه في موقف حرج. وفي لعبة شد الحبل الاقتصادية هذه، لا يضغط الدولار بثقله، خاصة عندما يواجه منافسين ناشئين، فبوتين الذي يحرك الأمور من خلال حث منتجي النفط في الشرق الأوسط على عدم التعامل مع الدولار وبالتالي فإن العواقب واضحة وهي أن هيمنة الدولار معرضة للتهديد، ومعها الاستقرار المالي للولايات المتحدة.

ولكن مهلا، هناك تطور. وسط جوقة الشؤم، حيث يغني بنك الاحتياطي الفيدرالي نغمة مختلفة. ووفقا لهم، فإن السماء الاقتصادية صافية، مع عدم وجود غيوم عاصفة في الأفق. وترسم توقعاتهم صورة للنمو والازدهار، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المشهد القاتم الذي صوره الآخرون. ومع تزايد توقعات النمو الاقتصادي واستمرار قوة سوق العمل، فإنهم يراهنون على غد أكثر إشراقًا.

تشهد سوق الأوراق المالية فورة قياسية، والقول بطفرة إنتاجية تقدم بصيص من الأمل.

أسعار الفائدة مرتفعة؟ لا توجد مشكلة، كما يقول الاقتصاديون الواثقون في قدرة الولايات المتحدة على الصمود في وجه العاصفة.

لكن دعونا لا نرتدي نظاراتنا ذات اللون الوردي بعد. ورغم وفرة التفاؤل، فإن التهديد بحدوث صدمات اقتصادية غير متوقعة يكمن في الظل. ولا يزال التضخم، ذلك الشبح الدائم الحاضر، قادراً على إعاقة كا شيء. في الوقت الذي مازال فيه عمل بنك الاحتياطي الفيدرالي محاولاً التوفيق  بين النمو والسيطرة على التضخم الذي جعل الاقتصاد يسير على حبل مشدود، ومحاولاً أن يبدو المستقبل واعداً، إلا أنه مستقبل محفوف  بعدم اليقين.

المصدر الأصلي: Half of U.S. now in recession as dollar’s depreciation persists (msn.com)

ترجمة: التيار العربي المستقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.