أخبار ||

مستشار وزارة الخارجية الروسية د. رامي الشاعر: كل الشعب السوري في حالة اعتقال، حتى النظام عاجز وغير قادر على فعل شيء ويعمل على دفن القرار 2254.

في الوقت الذي مازال فيه النظام السوري و” المعارضة” الرسمية السورية يرفضان أية خطوة للبدء في حوار سوري سوري، مايؤسس لعدم إمكانية الحديث عن أي خطوة تُخرج سورية من حالة التدهور والانهيار السياسي والاقتصادي، ما يضع  البلاد السورية في مقدمة الدول الأكثر هشاشة وفشلاً في التاريخ المعاصر،  وبالتالي عرقلة أية خطوة من إجراءات بناء الثقة سواء ماتعلق منها بالحوار السوري السوري أو الجسم الانتقالي أو ملف المعتلقين أو الدستور المأمول منه إيجاد الضوابط القانونية لبناء الدولة ومنع العودة إلى الصراع عبر حوكمة المؤسسات الدستورية كآلية تضمنها القرار 2254 كسكة متفق عليها للحل في سورية.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه الحديث حول ملف المعتقلين ومكان انعقاد اللجنة الدستورية؛ تبدو إمكانية الخروج من حالة الاستعصاء أمراً غير وارد على المدى المنظور بالتزامن مع استمرار البنية الذهنية المتعنتة للنظام يقابلها بنية ذهنية متعنته أخرى من قبل المعارضة الرسمية ومؤسساتها في الإئتلاف واللجنة الدستورية وهيئة التفاوض كمؤسسات رسمية احتكرت المعارضة السورية فأصبحت وجهاً آخر لحالة الاستبداد. ولعل  الحراك الشعبي والمظاهرات وحالات الاحتجاج في المناطق السورية خارج سلطة النظام أو مايعرف بـ ” المحرر” أمضى دليل على أن المعارضة الرسمية والنظام أصبحا وجهين لعملة واحدة في المنظور الجماهيري السوري.

إن مسألة الحديث عن ملف المعتقلين ومكان انعقاد اللجنة الدستورية تبدأ باتساق وبالتوازي بين الطرفين اللذين مازالا يتمسكان بالسلطة نظاماً ومعارضة، وذلك من خلال عملية تبدأ من تغيير البنية الذهنية للنظام السوري يقابله أيضاً تغيير البنية الذهنية للمعارضة السورية الرسمية وإعادة هيكلتها أشخاصاً ومؤسسات كمقدمة للحوار السوري السوري، وبالتالي تصبح مسألة المكان في انعقاد اللجنة الدستورية أمراً غير ذي أهمية أو أثر على صفحة ماء العملية السياسية الراكدة.  

 

في هذا السياق، حمّل مستشار وزارة الخارجية الروسية الكاتب والمحلل السياسي د. رامي الشاعر النظام السوري مسؤولية الأوضاع الكارثية التي تعيشها سورية محذراً في الوقت ذاته من المآلات الكارثية لما ستؤول إلية الأوضاع في سورية بسبب تعنت النظام السوري وعدم قدرته على إتخاذ أية مبادرة توقف الموت السريري للشعب والدولة السورية.

  • المعارض نعيسة نموذج للمعارضة الوطنية التي تؤمن أن الأوطان لا تُبنى بالأحقاد.

وحول ملف المعتقلين استحضر الشاعر وفاة المناضل السوري عادل نعيسة كنموذج للمعارضة الوطنية التي تؤمن بأن الأوطان لاتُبنى بالأحقاد قائلاً،  قبل عدة أيام توفي المناضل والمعارض السوري الكبير عادل نعيسة بعد عمر طويل قضى منه ردحاً من عمره في معتقلات النظام السوري الحالي ولمدة خمسة وعشرين عاماً، وبعد خروجه من المعتقل السياسي استمر في نضاله من أجل التغيير في سورية والانتقال إلى سورية جديدة ونظام جديد تتوافق عليه جميع مكونات الشعب السوري.

وتابع الشاعر، للأسف غادر نعيسة الحياة ولم تتحقق أماله وأمنياته وأمثاله الكثير من المناضلين السوريين الذين مازالوا في المعتقلات والسجون السورية ومنهم من فارق الحياة داخل السجون دون أن يكحل عينيه بالحرية التي ينشدها، ورؤية وطنه سورية بالنموذج الذي ناضل من اجله.

  • أنا على ثقة تامة أنه لن يتم معالجة ملف المعتقلين طالما الوضع في سورية على حاله اليوم.

وحول ملف المعتقلين كموضوع يتم طرحه كل فترة قال الشاعر، على مدى السنوات الأخيرة جرى اهتمام كبير من المجتمع الدولي بخصوص المعتقليين في سورية حتى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت بالفعل عن ضرورة تشكيل لجنة مختصة بملف المعتقلين في سورية.

  • كل الشعب السوري بعيش حالة اعتقال حتى النظام نفسه لايتمتع بالحرية وعاجز.

إنني على ثقة تامة أنه لن يتم معالجة ملف المعتقلين طالما الوضع في سورية على حاله اليوم ، واقصد بذلك أن كل الشعب السوري يعيش حالة اعتقال حتى النظام نفسه في دمشق لايتمتع بالحرية فهو عاجز في وضعه الحالي من القيام بأي عمل من أجل تحرير الشعب السوري من الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب السوري اليوم والتدهور اليومي لحالته.

  • النظام السوري لايريد أي تقدم في عمل اللجنة الدستورية وهو لايمون وغير قادر على أخذ زمام المبادرة في أمر مناقشة الدستور.

وأكد الشاعر أن حالة الاعتقال التي تعيشها سورية بكاملها وصلت إلى مراحل استدعت معها أن يصرح بمرتية وزير أن النظام في دمشق – ورداً على المبعوث الأممي غير بيدرسون- يقترح أو يوافق على أن تجتمع اللجنة الدستورية في بغداد، مايعني – حسب الشاعر- أن النظام في لايمون وغير قادر على أخذ زمام المبادرة لبدء مناقشة الدستور أو التعديل الدستوري الخاص بسورية على الأرض السورية. وبشكل آخر يُفهم من ذلك أيضاً أن النظام لايريد أن تقدم في عمل اللجنة الدستورية.

  • من الصعب الحديث عن ملف المعتقلين قبل البدء بموضوع الدستور.

وربط الشاعر بين ملف المعتقليين وملف اللجنة الدستورية مؤكداً أنه من الصعب الحديث عن ملف المعتقليين قبل البدء بالبحث في موضوع تعديل الدستور. مضيفاً، من الواضح أن النظام لايريد البدء في حوار سوري سوري وبالتالي رفض أية مدخلات لعملية الانتقال السياسي السلمي في سورية، إذ مازال النظام متمسك بالوضع الحالي وحالة الاستعصاء لسورية كما هي علية اليوم كدولة فاشلة ومقسمة ومنقوصة السيادة معتمداً على ذلك بالتمسك بزمام السلطة عن طريق القمع ومنع الحريات السياسية في المناطق التي يسيطر عليها.

  • السلطة في دمشق في حالة من التعنت وماتقوم به يدفن القرار 2254 وكل الجهود لإنقاذ سورية من وضعها الكارثي.

واعتبر الشاعر أن هذه الحالة تحول دون أية رؤية أو أفق لتحريك ملف المعتقليين وباقي الملفات ومنها الوضع الاقتصادي طالما السلطة في دمشق في حالة من التعنت الذي تقوم من خلاله بدفن كل الجهود التي بذلت وتبذل إلى الآن من أجل إنهاء الوضع الكارثي لسورية وبالتالي دفن القرار 2254 ومخرجات مؤتمر سوتشي للحوار السوري السوري عام 2018.

  • تم تفادي تدمير دمشق واندلاع حرب أهلية كانت ستدمر ماتبقى من سورية ويذهب بسببها الملايين.

وتابع الشاعر، سأكون أكثر صراحة مع الكثير ممن يتصلون معي معبرين عن لومهم لروسيا وتحميلها مسؤولية مأساة الشعب السوري كطرح لايمت إلى المنطق بصلة موضحاً أن روسيا تدخلت بعد خمس سنوات من الحرب حين كان ثلتي مساحة سورية تحت سيطرة الجماعات الإرهابية داعش وجبهة النصرة لإنقاذ الدولة السورية ومؤسساتها من الانهيار التام، وهي اليوم – أي روسيا- تعمل ومجموعة أستانا هم الضامنين اليوم وبفضلهم تم التوصل إلى نظام التهدئة التي تعيشة كافة الأراضي السورية وبفضل جهودهم تم تفادي حدوث حرب أهلية شاملة كانت ستذهب بالملايين من الأرواح وتدمير العديد من المدن السورية بما فيها دمشق كما كان مخططاً لذلك.

  • النظام السوري يتحمل المسؤولية الأولى للمبادرة وإلا فإن الأوضاع الكارثية ستتفاقم.

وأضاف، الآن كل مايخص عملية الانتقال السياسي السلمي والتوافق السوري السوري يجب أن يعتمد على مبدأ التسامح والمصالحة الوطنية والسلم الأهلي وهو أمر يعود للسوريين أنفسهم، ولن يساعد بذلك سورية أحد، لأن الأمل الوحيد هو نضوج الوضع الداخلي الذاتي لكي تتغير الأوضاع في سورية وحينذاك ستحل الكثير من المعضلات ومنها ملف المعتقليين.

وختم الشاعر بالقول، إنّ النظام السوري يتحمل المسؤولية الأولى للمبادرة باعتباره السلطة الشرعية حالياً، وبالتالي فهو المسؤول الأول والأخير عن المآلات السورية القادمة، وإلا فإن الأزمة أو الكارثة السورية ستتفاقم أكثر وستطول معاناة الشعب السوري ويطول معها الأوضاع الكارثية بما ينذر بما هو أخطر واسوأ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.